[حديث «حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار» وعدم صحة «إن أبي وأباك في النار»]
  فتعين الاعتماد على هذا اللفظ وتقديمه على غيره مما غيّره الرواة بالمعنى، كرواية مسلم أن رجلاً قال: يا رسول الله، أين أبي؟ قال: «في النار»، فلما ولّى دعاه فقال: «إن أبي وأباك في النار»(١).
  فهذه الرواية منكرة، وللعلماء فيها كلام كثير لخصه الزرقاني في «شرح المواهب» قال: وأحسن ما يقال فيها أن الرواة تصرَّفوا فيها، واختلفت رواياتهم، وأن الصواب كالرواية الأولى وهو «حيثما مررت بقبر كافر ....» فهي في غاية الإتقان(٢)، يتبين بها أن اللفظ العام، وهو: «حيثما مررت بقبر كافر فبشره بالنار» هو الصادر منه ÷، فكأن بعض الرواة فهم أن قوله: «حيثما مررت بقبر كافر» شامل لأبي النبي ÷ وأنه كافر فغيّره ورواه بالمعنى على حسب فهمه، وقال: «إن أبي وأباك في النار».
  وما تقدم من أن آزر عم إبراهيم وليس بأبيه هو القول الصحيح.
(١) رواه مسلم (٢٠٣) وهو شاذ مردود كما في التعليق هو من رواية حماد بن سلمة.
(٢) ونص على هذا مفصلاً له بدقة الحافظ السيوطي في «مسالك الحنفا في والدي المصطفى» المطبوع ضمن «الحاوي» (٢/ ٢٢٦) ونقلته عن السيوطي في «صحيح شرح الطحاوية» ص (٨٦) فارجع إليه إن شئت.