أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[نجاة أبي طالب قول جماعة من أكابر العلماء: القرطبي، السبكي، الشعراني]

صفحة 118 - الجزء 1

  وروى البزار والطبراني عن علي كرم الله وجهه عن رسول الله ÷ قال: «أشفع لأمتي حتى يناديني ربي: أرضيت يا محمد؟ فأقول إي ربي رضيت»⁣(⁣١).

  وروى الطبراني في الأوسط بسند حسن عن أبي سعيد الخدري ¥، قال: قال رسول الله ÷: «إني أخّرت شفاعتي لأمتي، وهي بالغة إن شاء الله من مات لا يشرك بالله شيئاً»⁣(⁣٢).

  قال البرزنجي: فانظر هذه الأحاديث فإنها كلها تدل على أن الشفاعة لا تنال مشركاً وقد نالت الشفاعة أبا طالب بنص الحديث الصحيح⁣(⁣٣) ونعلم قطعاً أنه كان يصدّق بنبوة النبي ÷ وصِدْقَه وحقيقة دينه، وكفى بالظاهر دليلاً، فلا بد من القول بنجاته.


(١) ضعيف. رواه الطبراني في الأوسط (٢/ ٣٠٧) والبزار (٢/ ٢٤٠) وأبو نعيم في الحلية (٣/ ١٧٩) وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ٣٧٧): «رواه البزار والطبراني في الأوسط وفيه محمد بن أحمد بن زيد المداري ولم أعرفه وبقية رجاله وثقوا على ضعف في بعضهم»، وحسنه المنذري في الترغيب (٤/ ٢٤١).

(٢) رواه الطبراني في الأوسط (٧/ ٢٥٧) وقال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٦٨): «رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن».

(٣) لما تقدم في البخاري (٣٨٨٣) حيث جعل في ضحضاح من النار وهو أهون أهل النار عذاباً كما جاء في مسلم (٢١٢). مع أنني لا أقول بهذه الأحاديث وإنها أقول بحديث: «كل الخير أرجو له من ربي» رواه ابن سعد (١/ ١٢٥ - ١٢٦) وقد تقدم.