تكملة [من كلام السيد البرزنجي في علامات رآها لقبول كتابه عند قبر الرسول]
  أشخاص ونفي آخرين وكان السيد عبد الكريم المذكور من جملة المأمور بقتلهم وكذاك ولده السيد حسن، أما ولده فكان | صاحب كرامات، وكان يُدَرِّس بعد صلاة الصبح في المسجد النبوي، فلما أرادوا القبض عليه وذهبوا إليه ليقبضوا عليه في المسجد وهو يُدَرِّس فلما قربوا منه طمس الله على أعينهم، فكانوا يسمعون صوته وهو يدرس ولا يرون شخصه، فرجعوا وأخبروا أمرهم بذلك، فلم ينزجر فأرسل إليه غيرهم فجاؤوا وقد تمم السيد درسه وذهب إلى داره بباب السلام فذهبوا إليه وأحاطوا بداره وجلس ناس منهم عند باب داره وأدخل الله الرعب والخوف في قلوبهم فلم يتجاسروا على الدخول عليه.
  فلما علم السيد أن فكاكه منهم لا يمكن إلا بالخروج من المدينة إلى مصر تطهر وتوضأ وصلى ركعتين وأخذ قبضة من التراب فخرج عليهم وهو يتلو (شاهت الوجوه شاهت الوجوه)(١) {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ١١١}[طه] ونثر على رؤوسهم التراب وهم لا يعلمون وخرج من بين أيديهم وهم لا يبصرون ولم يعلموا له خبراً، حتى وصل إلى مصر وأتاهم خبره فأقام بمصر ودخل الجامع الأزهر واجتمع بالأكابر من العلماء وألف كتابه: «نفثة المصدور» وهو كتاب لم يؤلف نظيره في الفصاحة، والبلاغة، والقصائد النعتية النبوية، والكليات الحكمية.
(١) شاهت الوجوه كلمة استعملها سيد الخلق ÷ عندما قبض قبضة من تراب وقذفها في وجوه المشركين في غزوة حنين فهزمهم الله تعالى وهو في صحيح مسلم (١٧٧٧).