أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

هذا السؤال رفع في إمارة سيدنا ومولانا الشريف عبد المطلب ¦ رحمة الأبرار سنة 1299 هـ

صفحة 139 - الجزء 1

  اعلم رحمك الله تعالى أن أبا طالب عم النبي ÷ ادَّعى أناس أن أهل السنة والجماعة اتفقوا على عدم نجاته وتمسكوا في ذلك بظواهر من الكتاب والسنة، ودعواهم اتفاق أهل السنة على عدم نجاته دعوى غير صحيحة، فقد وجد كثير من أهل السنة يقولون بنجاته، منهم:

  الإمام القرطبي، والإمام السبكي، والإمام الشعراني، كما ذكره السائل في سؤاله، فقد راجعت ما ذكره في شرح العلامة السحيمي على شرح الشيخ عبد السلام اللقاني على منظومة والده المسماة «بجوهرة التوحيد»، في بحث الشفاعة عند قول الناظم:

  (وواجب شفاعة المُشَفَّعِ)، فوجدته نقل عن القرطبي، والسبكي والشعراني، أن الله أحيا أبا طالب وآمن بالمصطفى ÷، ثم مات مسلماُ.

  قال العلامة السحيمي: وهذا الذي أعتقده وألقى الله عليه، وذكر العلامة السحيمي قبيل قول الناظم: (ومُنْجِزٌ لمن أراد وَعْدَهُ) أن ابن سعد وابن عساكر رويا عن ابن عباس ® أنه سأل رسول الله ÷ ما ترجو لأبي طالب قال: «كل الخير أرجو من ربي»، والإمام القرطبي، والسبكي، والشعراني كل منهم من أكابر أهل السنة يحتج بقوله، وكذا العلامة السحيمي، فبطلت دعوى من ادَّعى أن أهل السنة متفقون على عدم نجاته، وثبت أنه يوجد من أهل السنة من يقول بنجاته وحيث وجد الاختلاف فاللائق الاحتياط، وأقل المراتب التفويض إلى الله