هذا السؤال رفع في إمارة سيدنا ومولانا الشريف عبد المطلب ¦ رحمة الأبرار سنة 1299 هـ
  ولا شك أن النطق بقبيح القول في حق أبي طالب والتشدق به في مجالس الخاصة والعامة وسفهاء الناس يؤذي أولاد علي كرم الله وجهه الموجودين الآن، بل ويؤذي أمواتهم في قبورهم، ويؤذي النبي ÷، فقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٦١}[التوبة] وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ٥٧}[الأحزاب].
  وهذا هو ملحظ من قال بكفر مبغض أبي طالب، لأن فيه إيذاء للنبي ÷، وإيذاؤه ÷ كفر يقتل فاعله إن لم يتب، وعند المالكية: يقتل وإن تاب، وسأذكر لك نبذة من أخبار أبي طالب تعلم بها محبته للنبي ÷ وتعلم محبة النبي ÷ له، وأنه يؤذيه بغضه، وتعلم بها أن ما ذهب إليه القرطبي، والسبكي، والشعراني، والسحيمي له وجه وجيه.
  فمن أخبار أبي طالب أنه ربى النبي ÷ أحسن التربية، وكان يُقَدِّمُهُ في البر على أولاده، وشَرْحُ ذلك يطول، ثم لما بعثه الله تعالى تعرض قريش لإيذائه ÷ فمنعهم أبو طالب، وقال لهم: إن ابن أخي في حمايتي، فلم يستطيعوا أن يردوا حمايته، فصار ÷ يدعو الناس جهراً، فلما فشت دعوته ÷ شق الأمر عليهم، فاجتمعوا وجاءوا إلى أبي طالب بعمارة بن الوليد وقالوا له: خذ هذا بدل محمد ويكون