أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

هذا السؤال رفع في إمارة سيدنا ومولانا الشريف عبد المطلب ¦ رحمة الأبرار سنة 1299 هـ

صفحة 147 - الجزء 1

  وفي رواية: (دونكم ابن أبيكم كونوا له ولاة، ولحزبه حماة، والله لا يسلك أحد سبيله إلا رشد، ولا يأخذ أحد بهديه إلا سَعِد، ولو كان لنفسي مدة ولأَجَلي تأخير، لكففت عنه الهزاهز، ولدفعت عنه الدواهي).

  وقال لهم مَرَّة: (لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد، وما اتَّبعتم أمره، فأطيعوه تر شدوا).

  فانظر واعتبر كيف وقع جميع ما قاله من باب الفِرَاسة الصادقة.

  وقد روى أبو طالب عن النبي ÷ أحاديث، منها: ما ذكره الحلبي في سيرته فقال: وروى أبو طالب عن النبي ÷ فقال: حدثني محمد: (أن الله أمره بصلة الأرحام، وأن يعبد الله وحده، ولا يعبد معه معه غيره).

  وقال: سمعت ابن أخي يقول: (اشكر ترزق واكفر تعذب).

  ولما مات أبو طالب نالت قريش من النبي ÷ من الأذى ما لم تكن تطمع فيه في حياة أبي طالب، حتى أن بعض قريش نثر التراب على رأسه الشريف ÷، وكان ÷ يقول: «ما نالت مني قريش شيئاً أكرهه حتى مات أبو طالب»⁣(⁣١).

  ولما رأى قريشاً تهجموا على أذيته قال: يا عم ما أسرع ما وجدت بعدك، ومات هو وخديجة في عام واحد، فكان ÷ يسمي ذلك


(١) ذكره الطبري في تاريخه (١/ ٥٥٤) وبحوه ابن هشام في السيرة (٢/ ٢٦٤).