أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]

صفحة 48 - الجزء 1

  ما رواه الخطيب البغدادي بإسناده إلى جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه زين العابدين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب قال: سمعت أبا طالب يقول: حدثني محمد ابن أخي وكان والله صدوقاً، قال: قلت له: بم بُعثت يا محمد؟ قال: بصلة الأرحام وإقامة الصلاة وإتيان الزكاة⁣(⁣١).

  والمراد من الصلاة: ركعتان قبل طلوع الشمس وركعتان قبل غروبها كانتا في أوائل الإسلام، أو المراد: صلاة التهجد فإنه ÷ كان يفعله من أول بعثته، ولا يصح حمل الصلاة على الصلوات الخمس، لأنها إنها فُرِضَت ليلة الإسراء وكان ذلك بعد موت أبي طالب بنحو سنة ونصف، وكان موت أبي طالب في النصف من شوال في السنة العاشرة من البعثة وعمره بضع وثمانون سنة.

  والمراد من الزكاة مطلق الصدقة وإكرام الضيف وحمل الكَلِّ، و نحو ذلك من الصدقات المالية، ومثل هذه الأشياء كان أبو طالب أٌسّها ومعدنها، وليس المراد الزكاة الشرعية المعروفة ولا زكاة الفطر، لأن ذلك إنها فرض بعد الهجرة في المدينة، وكل ذلك كان بعد موت أبي طالب.


(١) أورده الحافظ ابن حجر في الإصابة (٧/ ٢٤٣) في ترجمة أبي طالب وعزاه للخطيب أن الخطيب أشار إلى أنه منكر، ولم أقف على موضعه في «تاريخ الخطيب»، فلعله رواه كما قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» في كتاب (رواية الآباء عن الأبناء).