[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]
  وأخرج ابن عَدِي عن أنس بن مالك ¥ قال: مرض أبو طالب فعاده النبي ÷ فقال: يا ابن أخي ادع الله أن يعافيني، فقال: «اللهم اشف عمي» فقام كأنها نشط عقال(١).
  وأخرج أبو نُعَيم من طريق أبي بكر بن عبد الله بن الجهم عن أبيه عن جده، قال: سمعت أبا طالب يحدِّث عن عبد المطلب أنه رأى في منامه شجرة نبتت من ظهره قد نال رأسها السماء وضربت أغصانها المشرق والمغرب، قال: وما رأيت نوراً أزهر منها، أعظم من نور الشمس سبعين ضعفاً، ورأيت العرب والعجم ساجدين وهي تزداد كل ساعة عظماً ونوراً وارتفاعاً، ساعة تخفى وساعة تظهر، ورأيت رهطاً من قريش قد تعلقوا بأغصانها وقوماً من قريش يريدون قطعها فإذا دنوا منها أخذهم شاب لم أر قط أحسن منه وجها، ولا أطيب ريحاً، فيكسر أظهرهم، ويقلع أعينهم، فرفعت يدي لأتناول نصيباً فلم أنل، فقلت لمن النصيب فقال: النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها فانتبهت مذعوراً، فأتيت كاهنة لقريش فأخبرتها فرأيت وجه الكاهنة قد تغير، ثم قالت: لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك رجل يملك المشرق والمغرب وتدين له الناس، فقال عبد المطلب لأبي طالب: لعلك أن تكون هو المولود فكان أبو طالب يحدِّث بهذا الحديث والنبي ÷ قد بعث، ويقول: كانت الشجرة والله أبا القاسم الأمين،
(١) رواه ابن عدي في الكامل (٧/ ١٠٢) والخطيب في تاريخ بغداد (٨/ ٣٧٧) وأورده الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (٧/ ٢٣٦).