[تواتر الأخبار بحب أبي طالب للني ونصرته له]
  فيقال له: ألا تؤمن فيقول: السبة والعار وإنما كان يقول ذلك تعمية وتستراً وإظهاراً لقريش أنه على دينهم ليتم له نصرة النبي ÷ وحمايته، لأنهم حيث علموا أنه معهم وعلى دينهم يقبلون حمايته، بخلاف ما لو أظهر لهم مخالفتهم واتباعه النبي ÷، فهذا هو العذر له في قوله السبة والعار، وفي بقائه ظاهراً على دينهم.
  وأخرج ابن سعد عن عبد الله بن ثعلب بن صغير العذري أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب، فقال: لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد وما اتبعتم أمره، فاتبعوه وأعينوه ترشدوا(١).
  قال البرزنجي: قلت: بعيد جداً أن يعرف أن الرشاد في اتباعه ويأمر غيره ثم يتركه هو.
  الحافظ بن حجر في «الإصابة»(٢) عن علي ¥: أنه لما أسلم قال له أبو طالب: الزم ابن عمك.
  وأخرج أيضا عن عمران بن حصين ® أن أبا طالب قال لابنه جعفر: صلِّ جناح ابن عمك فصلى جعفر مع النبي ÷
(١) رواه ابن سعد (١/ ١٢٣).
(٢) الإصابة (٧/ ٢٣٧).