[حزن النبي ÷ على موت أبي طالب ¥]
  وفي رواية: نزعتم (أي: رجعتم) عن سوء رأيكم، وإن لم ترجعوا فوالله لا نسلمه حتى نموت من عند آخرنا، وإن كان الذي يقول باطلاً دفعنا إليكم صاحبنا فقتلتم أو استحييتم، فقالوا: قد رضينا بالذي تقول، وفي رواية:
  أنصفتنا، فأخرجوا الصحيفة فوجدوا الأمر كما أخبر الصادق المصدوق ÷، فلما رأت قريش صدق ما جاء به أبو طالب قالوا: (أي: قال أكثرهم) هذا سحر ابن أخيك.
  وزادهم ذلك بغياً وعدواناً، وبعضهم ندم، وقال: هذا بغي منا على إخواننا وظلم لهم.
  وقال لهم أبو طالب(١) بعد أن وجد الأمر كما أخبر النبي ÷: يا معشر قريش علام نُحصر ونحبس وقد بان الأمر وتبين أنكم أولى بالظلم والإساءة والقطيعة.
  ودخل أبو طالب ومن معه تحت أستار الكعبة وقالوا:
  اللهم انصرنا على من ظلمنا، وقطع أرحامنا، واستحل ما يحرم عليه منا، ثم انصرفوا إلى الشعب. وعند ذلك مشى طائفة منهم في نقض الصحيفة وإبطال ذلك الحصار.
(١) كما في طبقات ابن سعد (١/ ١٨٩).