أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]

صفحة 80 - الجزء 1

  على أنه يمكن الجمع بين امتناعه ونطقه بأنه امتنع بحضورهما مداراة لهما فلما انطلقا وذهبا نطق بها وأصغى إليه العباس فسمعه ينطق بها، ولهذا قال في الحديث السابق: ما كلمهم به، يعني أبا جهل ومن كان معه ولم يقل آخر ما تكلم به مطلقاً، فدل على أن قوله هو على ملة عبد المطلب⁣(⁣١) دليل على أنه على التوحيد، لأن عبد المطلب كان على التوحيد كبقية آبائه ÷ كما حقق ذلك الجلال السيوطي وغيره في رسائل متعددة⁣(⁣٢).

  فأبهم أبو طالب عليهم الجواب ليرضيهم ظاهراً وهو يعلم أن عبد المطلب كان على التوحيد.

  وأخرج ابن عساكر عن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله ÷ يقول: «أن لأبي طالب عندي رحماً سأبلها ببلاها».

  والقائلون بعدم نجاته يقولون إن حديث الصحيحين الذي فيه: «كان في غمرات من النار»⁣(⁣٣) يدفع إيمانه، وأن هذا شأن من مات على الكفر.


(١) تقدم رواه البخاري (١٣٦٠) ومسلم (٢٤).

(٢) منها رسالته المشهورة المطبوعة في «الحاوي للفتاوي» المسماة بـ (مسالك الحنفا في والدي المصطفى».

(٣) مسلم (٢٠٩).