أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[عرض أدلة القائلين بعدم إيمانه و تفنيدها للعلامة البرزنجي]

صفحة 81 - الجزء 1

  قال البرزنجي: قلنا ليس من شأن من مات على الكفر يكون في ضحضاح من النار بل شأنه أن يكون في الدرك الأسفل من النار، فقبول الشفاعة فيه حتى صار في ضحضاح دليل على عدم كفره، إذ لا تقبل في الكافر شفاعة الشافعين.

  وقوله: ÷: «لولا أنا كان في الدرك الأسفل من النار»⁣(⁣١) معناه: لولا أن الله هداه بي للإيمان لمات كافراً وكان في الدرك الأسفل من النار، فهو نظير قوله ÷ في ولد اليهودي الذي زاره ÷ في مرضه وعرض عليه الإسلام فأسلم ومات: «الحمد لله الذي أنقذه بي من النار»⁣(⁣٢).

  وحينئذ ظهر لنا معنى لطيف في هذا الحديث الآخر الذي كان في غمرات النار فشفعت له فأخرج إلى ضحضاح منها.

  وهو أن المعنى: كان مشرفاً على دخول الغمرات حيث أبي أن يشهد، ثم تشفعت فيه فهداه الله للإيمان، ولا ينافي هذا قوله: أنا لم أسمع، لجواز أن الله أخبره بعد ذلك.


(١) رواه البخاري (٣٨٨٣) ومسلم (٢٠٩) وقدمنا أنه مردود عندنا عند حديث «كل الخير أرجو له من ربي».

(٢) رواه البخاري (١٣٥٦).