[تخريج حديث: «إن عملك الشيخ الضال قد مات» وبيان عدم ثبوت «الضال»]
  فقوله (إن عمك الشيخ الضال قد مات) مخالف للحديث السابق.
  وأجيب: بأن هذا منظور فيه إلى ظاهر حاله في الدنيا ولعل عليا كرم الله وجهه قال ذلك بحضور سفهاء المشركين مداراة لهم، فلا ينافي الحديث السابق المنظور فيه إلى باطن الحال وحقيقة نفس الأمر وهو إيمانه وتصديقه.
  والحاصل أنه يصح الإخبار عنه بالكفر(١) بالنظر لظاهر الحال وأحكام الدنيا، فلا ينافي أنه مؤمن باعتبار باطن الأمر وما عند الله، بدليل البراهين السابقة الدالة على إيمانه وتصديقه.
  قال البرزنجي: إن اعتمادنا في نجاته على المسلك الأول الكافي في النجاة ولا نحتاج إلى غيره، لكن ذكرناه زيادة تأكيد للمدعي.
  وقد استدل أيضاً للنجاة بقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ١٥٧}[الأعراف] وقد صدَّقه أبو طالب ونصره بما اشتهر وعلم و نابذ قريشاً بسببه بما لا ينكره أحد من نقلة الأخبار،
= على أن ابن الجارود رواه (١٤٣) من طريق أبو إسحاق عن ناجية عن سيدنا علي بلفظ: «إن عمك قد مات أو أبي قد مات»، لكن فيه قول سيدنا علي #: (إنه مات مشركاً).
وأشنع لفظ له مروي من طريق القطان وهو القائل عن سيدنا جعفر الصادق #: (في نفسي منه شيء ومجالد أحب إليَّ منه) قلت: مجالد من الضعفاء المشهورين عندهم، ونحن في نفسنا أشياء من يحيى بن سعيد القطان الناصبي!
(١) ولم يصح هذا من ناحية الصناعة الحديثية.