[تخريج حديث: «إن عملك الشيخ الضال قد مات» وبيان عدم ثبوت «الضال»]
  فيكون من المفلحين(١).
  وقال القائلون بعدم النجاة أنه نصره هـ لكنه لم يتبع النور الذي أنزل معه وهو الكتاب العزيز الداعي إلى التوحيد، ولا يحصل الفلاح إلا بحصول ما رتب عليه من الصفات كلها.
  قال البرزنجي: أقول: إن أريد بالفلاح أصل النجاة من النار فهو يترتب على الإيمان الذي هو التصديق عند المحققين، وقد حصل له ذلك، وإن أريد الفلاح التام فلا يلزم من عدمه حصول الكفر، على أنا نقول قد اتبعه وأمر باتباعه، لأن الظاهر من العواطف، أي: في قوله: «آمنوا به ... واتبعوا» كما هو الأصل فيه، هو الاتباع غير الإيمان، واذا كان غيره فيحمل الإيمان على التصديق وهو حاصل، وإنما كان الاتباع فيما كان شرع حينئذ ولم يكن إلا التوحيد وصلة الأرحام وترك عبادة الأصنام، كما مرّ عن أبي طالب أنه سأل النبي ÷ بم بعثت(٢)؟ فأخبره أنه بُعث بصلة الأرحام وأن يعبد الله ولا يعبد معه غيره، ولم يكن في ذلك الوقت فرضت الصلاة ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا الجهاد، فلم يبق إلا قول: لا إله إلا الله، فإن
(١) وهذا دليل قرآني قوي جدا يزهق تلك الأحاديث التي في الصحاح وغيرها.
(٢) أورده الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (٧/ ٢٤٣) في ترجمة أبي طالب وعزاه للخطيب أن الخطيب أشار إلى أنه منكر، ولم أقف على موضعه في «تاريخ الخطيب»، فلعله رواه كما قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» في كتاب «رواية الآباء عن الأبناء».