[تخريج حديث «أكره أن تعلوني أستي» و بيان عدم صحته]
[تخريج حديث «أكره أن تعلوني أستي» و بيان عدم صحته]
  ثم ذكر البرزنجي احتمالات بسبب تعذيب أبي طالب مع عصاة المؤمنين غير النطق بالشهادتين(١)، فقال: يحتمل أن يكون ذلك لترك الصلاة التي كانت في أول الاسلام، وهي ركعتان بالغداة وركعتان بالعشي فإن أبا طالب طلب منه صلاة تينك الصلاتين فامتنع، وكذا التهجد الذي كان يفعله ÷ في أول الاسلام فيحتمل أن امتناعه من ذلك كراهية أن يعلم قريش أنه اتبع النبي ÷ فلا يقبلون حمايته ولا يعملون بها فيكون امتناعه من تلك الصلاة مبالغة في التعمية على قريش ومبالغة في حماية النبي ÷ ونصرته، فيكون ذلك عذر، ولكنه لا يمنع كون الامتناع معصية يعاقب عليها، وكان هو في الظاهر يعلل بغير ذلك، فإنه لما طلب منه صلاة تلك الصلاة قال: (لا تعلوني أسْتي)(٢)، فيكون ذلك الامتناع عناداً واستكباراً بحسب الظاهر، فيعاقب
(١) ما عليه عذاب إن شاء الله سبحانه.
(٢) لا يصح هذا ولا يثبت. هذا جزء من حديث رواه أبو داود الطيالسي ص (٢٩) وأحمد (١/ ٩٩) والمحاملي في أماليه (١/ ١٩٤) والبزار (٢/ ٣٢٠) وقال الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٩/ ١٠٢): «رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن».
لكن ذكر الذهبي هذا الحديث في «الميزان» على أنه معلل في ترجمة سيف بن محمد ابن أخت سفيان الثوري.
أقول: والمعلل من ذلك قصة أبي طالب وقوله (لا تعلوني أستي) أما بقية الحديث وهو أن سيدنا علي صلى قبل الناس بسبع سنين فهو صحيح ثابت له طرق وشواهد منها: ما رواه ابن ماجه (١/ ٤٤) والحاكم في المستدرك (٣/ ١١١ - ١١٢) بروايات عديدة، والنسائي في السنن الكبرى) ٥/ ١٠٧,١٠٦) وصاحب الآحاد والمثاني (١/ ١٤٨ و ١٥١) وأحمد في «فضائل الصحابة» (٢/ ٥٨٦).