أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[كلام البرزنجي في الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب ¥]

صفحة 94 - الجزء 1

  رأينا أن عليا كرم الله وجهه روي عنه من طرق صحيحة رواها الإمام أحمد⁣(⁣١)، والترمذي⁣(⁣٢)، والطيالسي، وابن أبي شيبة، والنسائي⁣(⁣٣)، وأبو، يعلى⁣(⁣٤)، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي أن السبب في نزولها استغفار ناس لآبائهم المشركين، قال علي كرم الله وجهه: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أولم يستغفر إبراهيم لأبيه، فذكرت ذلك للنبي ÷ فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية [التوبة: ١١٣].

  فهذه الرواية صحيحة.

  وقد وجدنا لها شاهداً برواية صحيحة من حديث ابن عباس، ® رواها ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس ® قال: كانوا يستغفرون لآبائهم حتى نزلت هذه الآية، فلما نزلت أمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولو لم ينهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا، ثم أنزل


(١) في المسند (١/ ٩٩ و ١٣٠).

(٢) في السنن (٣١٠١) وقال: «حديث حسن»، ولم يصفه بالغرابة.

(٣) السنن (٤/ ٩١).

(٤) مسند أبي يعلى (١/ ٤٥٨) وحسنه المعلق عليه.