[كلام البرزنجي في الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب ¥]
  رأينا أن عليا كرم الله وجهه روي عنه من طرق صحيحة رواها الإمام أحمد(١)، والترمذي(٢)، والطيالسي، وابن أبي شيبة، والنسائي(٣)، وأبو، يعلى(٤)، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي أن السبب في نزولها استغفار ناس لآبائهم المشركين، قال علي كرم الله وجهه: سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان، فقلت: أتستغفر لأبويك وهما مشركان؟ فقال: أولم يستغفر إبراهيم لأبيه، فذكرت ذلك للنبي ÷ فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية [التوبة: ١١٣].
  فهذه الرواية صحيحة.
  وقد وجدنا لها شاهداً برواية صحيحة من حديث ابن عباس، ® رواها ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس ® قال: كانوا يستغفرون لآبائهم حتى نزلت هذه الآية، فلما نزلت أمسكوا عن الاستغفار لأمواتهم ولو لم ينهوا أن يستغفروا للأحياء حتى يموتوا، ثم أنزل
(١) في المسند (١/ ٩٩ و ١٣٠).
(٢) في السنن (٣١٠١) وقال: «حديث حسن»، ولم يصفه بالغرابة.
(٣) السنن (٤/ ٩١).
(٤) مسند أبي يعلى (١/ ٤٥٨) وحسنه المعلق عليه.