[كلام البرزنجي في الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب ¥]
  الله: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ ...} الآية [التوبة: ١١٤](١). يعني استغفر له ما كان حياً، فلما مات أمسك عن الاستغفار له.
  وهذا شاهد صحيح فحيث كانت هذه الرواية أصح كان العمل بها أرجح، فالأرجح: أنها نزلت في استغفار أناس لآبائهم المشركين لا في أبي طالب.
  ثم ذكر أنه يمكن الجمع بينها وبين الرواية التي فيها: أنها نزلت في أبي طالب، مع حصول مطلوبنا، لأن الرواية التي فيها أنها نزلت في أبي طالب فيها اختصار، حيث قال الراوي في آخرها: «لأستغفرنَّ لك ما لم أُنْهَ عنك» فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ ...} الآية [التوبة: ١١٣]. ولم يقل: فقال المسلمون إن رسول الله ÷ يستغفر لعمه ليستغفرن لآبائنا فاستغفروا لآبائهم، فنزلت في حقهم الآية.
  فحيث حذفت هذه الجملة ظن الراوي أنها نزلت في أبي طالب، ولو ذكرت هذه الجملة لقيل: نزلت في استغفار أناس في آبائهم.
  وبيان ذلك أن النبي ÷ لما عرض على أبي طالب أن يقول لا إله إلا الله بحضور أبي جهل وعبد الله بن أمية المخزومي فأبي أبو طالب فقال النبي ÷: «لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك» فقال المسلمون: إن رسول الله ÷ يستغفر لعمه
(١) تفسير ابن جرير الطبري (١١/ ٤٢).