أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[كلام البرزنجي في الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب ¥]

صفحة 96 - الجزء 1

  لنستغفرن لآبائنا فاستغفروا لآبائهم، فنزلت في حقهم الآية⁣(⁣١) , فاختصر الراوي وحذف منه الجملة الأخيرة.

  ومما يدل على هذا الجمع: أنا وجدنا أحاديث يستفاد منها هذا الجمع.

  منها: ما رواه ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي، قال: لما مرض أبو طالب أتاه النبي ÷ فعرض عليه أن يقول لا اله الا الله فأبى أبو طالب، فقال النبي ÷: «لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك» فقال المسلمون: هذا محمد يستغفر لعمه وقد استغفر إبراهيم لأبيه فاسْتَغْفروا لقراباتهم من المشركين⁣(⁣٢)، فأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية [التوبة: ١١٣].

  ثم أنزل: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ ...} الآية [التوبة: ١١٤].

  وروى ابن جرير من طريق شبل، عن عمرو بن دينار أن النبي ÷ قال: «استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي» فقال أصحابه: لنستغفرن لآبائنا كما استغفر


(١) رواه البخاري في مواضع منها (١٣٦٠) ومسلم (٢٤) ولا يثبت عندنا كما تقدم.

(٢) أورد هذا ابن كثير في تفسيره (١٢٤/ ٣) محتجاً به.