[كلام البرزنجي في الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب ¥]
  لنستغفرن لآبائنا فاستغفروا لآبائهم، فنزلت في حقهم الآية(١) , فاختصر الراوي وحذف منه الجملة الأخيرة.
  ومما يدل على هذا الجمع: أنا وجدنا أحاديث يستفاد منها هذا الجمع.
  منها: ما رواه ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ عن محمد بن كعب القرظي، قال: لما مرض أبو طالب أتاه النبي ÷ فعرض عليه أن يقول لا اله الا الله فأبى أبو طالب، فقال النبي ÷: «لأستغفرن لك ما لم أُنْهَ عنك» فقال المسلمون: هذا محمد يستغفر لعمه وقد استغفر إبراهيم لأبيه فاسْتَغْفروا لقراباتهم من المشركين(٢)، فأنزل الله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية [التوبة: ١١٣].
  ثم أنزل: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ ...} الآية [التوبة: ١١٤].
  وروى ابن جرير من طريق شبل، عن عمرو بن دينار أن النبي ÷ قال: «استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك، فلا أزال أستغفر لأبي طالب حتى ينهاني عنه ربي» فقال أصحابه: لنستغفرن لآبائنا كما استغفر
(١) رواه البخاري في مواضع منها (١٣٦٠) ومسلم (٢٤) ولا يثبت عندنا كما تقدم.
(٢) أورد هذا ابن كثير في تفسيره (١٢٤/ ٣) محتجاً به.