أسنى المطالب في نجاة أبي طالب،

أحمد بن زيني دحلان (المتوفى: 1304 هـ)

[كلام البرزنجي في الآيات التي زعموا أنها نزلت في أبي طالب ¥]

صفحة 97 - الجزء 1

  النبي ÷ لعمه، فأنزل الله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ ...}⁣[التوبة: ١١٣](⁣١) الآية.

  فظهر بهذه الأخبار أن الآية نزلت في استغفار المسلمين لأقاربهم المشركين، فظهر أن في الرواية التي فيها أنها نزلت في أبي طالب اختصاراً وحذفاً بسببه حصل الاشتباه، حتى ظن الرواة أنها نزلت في أبي طالب، وليس الأمر كذلك.

  ومما يؤيد أن هذا الجمع متعين أن السورة كلها مدنية نزلت بعد تبوك وبينها وبين موت أبي طالب نحو اثنتي عشرة سنة وانضم إلى ذلك حديث علي السابق الصحيح وما انضم إليه من الشواهد، وكون الآية مدنية فلا ينبغي إلغاء تلك الشواهد، وترجيح أنها نزلت في أبي طالب وإن كان مذكوراً في الصحيحين إذ قد يرجح حديث غير الصحيحين لأمور تقتضى ذلك.

  وقد صرَّحوا بذلك في أصول الحديث، فقولهم يقدَّم حديث الصحيحين أو أحدهما ليس على إطلاقه.

  ومما يؤيد هذا الجمع أن المراد من أبي إبراهيم عمه، كما حققنا ذلك في نجاة الأبوين، وأجمع على ذلك أهل الكتابين التوراة والإنجيل وعم ابراهيم


(١) رواه ابن جرير في تفسيره (١١/ ٤١) وقال الحافظ ابن حجر في «الفتح» (٥٠٨/ ٨): ... «وهذا فيه إشكال لأن وفاة أبي طالب كانت بمكة قبل الهجرة اتفاقاً ...».