الحديث الثالث والثلاثون في المشاركة
  وقال #: «يَدُ اللهِ مَعَ الشَّرِيَكَينِ مَا لَمْ يَتَخَاوَنَا، فَإِذَا تَخَاوَنَا مُحِقَتْ تِجَارَتُهُمَا وَرُفِعَتِ البَرَكَةُ مِنْهَا»(١).
  قال القاضي ¦: وهذا الخبر يشتمل على ثلاث فوائد:
  الأولى منها: أن الشركة مشروعة وإن كان أحد الشريكين هو المتولي للعمل دون صاحبه.
  والثانية: أن الله سبحانه(٢) قد يرزق من يشاء من عباده بغير عناية وطلب، بل قد يبارك في رزق من لم يتشاغل بعمل الدنيا، وصرف همه(٣) إلى عمل الآخرة، [ولهذا قال لصاحب السوق: «إنما كنت ترزق بمواظبة صاحبك على المسجد»](٤) فيبطل بذلك قول من أنكر الرزق إلا بالعناية والطلب(٥).
(١) مجموع الإمام زيد @ ص ١٩٨، رقم (٣٧٠).
(٢) أنه قد يرزق، وفي (ب): أن الله تعالى قد يرزق.
(٣) في (المطبوعة): همته، وفي (ب): بغير عناية وطلب ويبارك في رزقه إذا صرف همه، وفي (ج): ويبارك في رزقه إذا صرف همه.
(٤) ما بين المعقوفين ساقط في (ب) و (ج).
(٥) في (أ): أو الطلب.