الأربعين الحديث العلوية وشرحها،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

الحديث الثالث والثلاثون في المشاركة

صفحة 125 - الجزء 1

  وقال #: «يَدُ اللهِ مَعَ الشَّرِيَكَينِ مَا لَمْ يَتَخَاوَنَا، فَإِذَا تَخَاوَنَا مُحِقَتْ تِجَارَتُهُمَا وَرُفِعَتِ البَرَكَةُ مِنْهَا»⁣(⁣١).

  قال القاضي ¦: وهذا الخبر يشتمل على ثلاث فوائد:

  الأولى منها: أن الشركة مشروعة وإن كان أحد الشريكين هو المتولي للعمل دون صاحبه.

  والثانية: أن الله سبحانه⁣(⁣٢) قد يرزق من يشاء من عباده بغير عناية وطلب، بل قد يبارك في رزق من لم يتشاغل بعمل الدنيا، وصرف همه⁣(⁣٣) إلى عمل الآخرة، [ولهذا قال لصاحب السوق: «إنما كنت ترزق بمواظبة صاحبك على المسجد»]⁣(⁣٤) فيبطل بذلك قول من أنكر الرزق إلا بالعناية والطلب⁣(⁣٥).


(١) مجموع الإمام زيد @ ص ١٩٨، رقم (٣٧٠).

(٢) أنه قد يرزق، وفي (ب): أن الله تعالى قد يرزق.

(٣) في (المطبوعة): همته، وفي (ب): بغير عناية وطلب ويبارك في رزقه إذا صرف همه، وفي (ج): ويبارك في رزقه إذا صرف همه.

(٤) ما بين المعقوفين ساقط في (ب) و (ج).

(٥) في (أ): أو الطلب.