الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # في الاعتراف وطلب التوبة من الله تعالى

صفحة 114 - الجزء 1

  ثُمَّ دَعَاكَ بِصَوْتٍ حَائِلٍ⁣(⁣١) خَفِيٍّ، قَدْ تَطَأْطَأَ لَكَ فَانْحَنَى، وَنَكَّسَ رَأْسَهُ فَانْثَنَى؛ قَدْ أَرْعَشَتْ خَشْيَتُهُ رِجْلَيْهِ، وَغَرَّقَتْ دُمُوعُهُ خَدَّيْهِ، يَدْعُوكَ: بِيَا أَرْحَمَ اْلرَّاحِمِينَ، وَيَا أَرْحَمَ مَنِ انْتَابَهُ⁣(⁣٢) الْمُسْتَرْحِمُونَ، وَيَا أَعْطَفَ مَنْ أَطَافَ بِهِ الْمُسْتَغْفِرُونَ، وَيَا مَنْ عَفْوُهُ أكْثَرُ مِنْ نِقْمَتِهِ، وَيَا مَنْ رِضَاهُ أَوْفَرُ مِنْ سَخَطِهِ، وَيَا مَنْ تَحَمَّدَ إِلَى خَلْقِهِ بِحُسْنِ اْلتَّجاوُزِ، وَيَا مَنْ عَوَّدَ عِبادَهُ قَبُولَ الإِنَابَةِ، وَيَا مَنِ اسْتَصْلَحَ فَاسِدَهُمْ بِالتَّوْبَةِ، وَيَا مَنْ رَضِيَ مِنْ فِعْلِهِمْ بِالْيَسيرِ، وَيَا مَنْ كَافَى قَلِيْلَهُمْ بِالْكَثِيرِ، وَيَا مَنْ ضَمِنَ لَهُمْ إجَابَةَ الدُّعَاءِ، وَيَا مَنْ وَعَدَهُمْ عَلَى نَفْسِهِ بِتَفَضُّلِهِ حُسْنَ الْجَزَاءِ.

  مَا أَنَا بِأَعْصَى مَنْ عَصَاكَ فَغَفَرْتَ لَهُ، وَمَا أَنَا بِأَلْوَمِ⁣(⁣٣) مَنِ اْعْتَذَرَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَ مِنْهُ، وَمَا أَنَا بِأَظْلَمِ مَنْ تَابَ إِلَيْكَ فَعُدْتَ عَلَيْهِ.


(١) حائل: متغير ... ضعيف.

(٢) انتابه: أتاه مرة بعد أخرى.

(٣) بألوم من اعتذر إليك: بأكثر المتعذرين ملومية ... استحقاق عذل لإتيان ما ليس جائزاً.