الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # بعد الفراغ من صلاة الليل لنفسه في الاعتراف بالذنب

صفحة 204 - الجزء 1

  فِيِ الْمَغفِرَةِ لِي، وَأَنْتَ أَوْلَىِ مَنْ وُثِقَ بِهِ، وَأَعْطَى مَنْ رُغِبَ إِلَيْهِ، وَأَرْأَفُ مَنِ اسْتُرْحِمَ، فَارْحَمْنِي.

  اللَّهُمَّ وَأَنْتَ حَدَرْتَنِي⁣(⁣١) مَاءً مَهِيناً مِنْ صُلبٍ، مُتَضَائِقِ الْعِظَامِ، حَرِجِ الْمَسَالِكِ⁣(⁣٢) إلَى رَحِمٍ ضَيِّقَةٍ سَتَرْتَهَا بِالْحُجُبِ، تُصَرِّفُنِي حَالاً عَنْ حَالٍ حَتَّى انْتَهَيْتَ بِي إلَى تَمَامِ الصُّورَةِ، وَأَثْبَتَّ فِيَّ الْجَوَارِحَ كَمَا نَعَتَّ فِي كِتَابِكَ: نُطْفَةً ثُمَّ عَلَقَةً ثُمَّ مُضْغَةً ثُمَّ عِظَاماً ثُمَّ كَسَوْتَ الْعِظَامَ لَحْماً، ثُمَّ أَنْشَأْتَنِي خَلْقَاً آخَرَ كَمَا شِئْتَ.

  حَتَّى إذَا احْتَجْتُ إلَى رِزْقِكَ، وَلَمْ أَسْتَغْنِ عَنْ غِيَاثِ فَضْلِكَ جَعَلْتَ لِي قُوتاً مِنْ فَضْلِ طَعَامٍ وَشَرَابٍ أَجْرَيْتَهُ لِأَمَتِكَ الَّتِيْ أَسْكَنْتَنِي جَوْفَهَا، وَأَوْدَعْتَنِي قَرَارَ رَحِمِهَا؛ وَلَوْ تَكِلُنِي⁣(⁣٣) يَا رَبِّ فِي تِلْكَ الْحَالاَتِ إِلَى حَوْلِي، أَوْ تَضْطَرُّنِي إِلَى قُوَّتِي لَكَانَ الْحَوْلُ عَنِّي مُعْتَزِلاً، وَلَكَانَتِ الْقُوَّةُ مِنِّي بَعِيدَةً؛


(١) حدرتني: أنزلتني.

(٢) حرج المسالك: ضيق الطرق، وهي تجاويف الفقرات وثقبها.

(٣) تكلني: تتركني.