الصحيفة السجادية،

الإمام علي بن الحسين (زين العابدين) (المتوفى: 94 هـ)

من دعائه # بعد الفراغ من صلاة الليل لنفسه في الاعتراف بالذنب

صفحة 205 - الجزء 1

  فَغَذَوْتَنِي⁣(⁣١) بِفَضْلِكَ غِذَاءَ البَرِّ⁣(⁣٢) اللَّطِيفِ، تَفْعَلُ ذَلِكَ بِي تَطَوُّلاً عَلَيَّ إِلَى غَايَتِي هَذِهِ، لاَ أَعْدَمُ بِرَّكَ، وَلاَ يُبْطِئُ بِي حُسْنُ صَنِيعِكَ، وَلاَ تَتَأَكَّدُ مَعَ ذَلِكَ ثِقَتِي، فَأَتَفَرَّغَ لِمَا هُوَ أَحْظَى لِي عِنْدَكَ.

  قَدْ مَلَكَ الشَّيْطَانُ عِنَانِي⁣(⁣٣) فِي سُؤءِ الظَّنِّ وَضَعْفِ الْيَقِينِ؛ فَأَنَا أَشْكُو سُوْءَ مُجَاوَرَتِهِ لِي، وَطَاعَةَ نَفْسِي لَهُ، وَأَسْتَعْصِمُكَ⁣(⁣٤) مِنْ مَلَكَتِهِ⁣(⁣٥) وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ فِي [صَرْفِ كَيْدِهِ عَنِّي، أَسْأَلُكَ في]⁣(⁣٦) أَنْ تُسَهِّلَ إلَى رِزْقِي سَبِيلاً، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ابْتِدَائِكَ بِالنِّعَمِ الْجِسَامِ، وَإلْهَامِكَ⁣(⁣٧) الشُّكْرَ عَلَى الْإِحْسَانِ وَالْإِنْعَامِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَهِّلْ عَلَيَّ


(١) فغذوتني: فأطعمتني.

(٢) البر: المحسن العطوف.

(٣) ملك الشيطان عناني: استولى عليّ الشيطان وتمكن مني.

(٤) أستعصمك: أسألك الحفظ والوقاية.

(٥) من ملكته: من استيلائه عليّ.

(٦) ما بين المعكوفين زيادة من النسخة (د) وهو الصواب.

(٧) إلهامك: إلقاؤك في روعي وتلقينك لي.