تصدير
  فإنه كذلك في الأفعال.
  فالمقصود أن علينا أن نولي اهتماماً كبيراً بطرائق التفكير ودوافع السلوك التي ينطلق منها الصالحون؛ لأن أعمالهم هي نتيجة لطريقة تفكيرهم، ولذلك فالاقتداء بهم ينبغي أن يبدأ من معرفة طريقة التفكير لديهم، ثم الاقتداء بها عن تفكر وتدبر وقناعة. وبخلاف الفعل الذي يتبع تقليداً، من دون نظر إلى أسسه فإن الفعل الذي نشأ تعبيراً عن معنى معين وقناعة محددة تكون له فائدة مزدوجة: فهو من ناحية تجسيد عملي لحالة فكرية نفسية. ثم إن ممارسة الفعل الذي شأنه مثل هذا سيكون أخف بكثير من ممارسة الفعل تقليداً؛ حيث أن الجهد النفسي المرافق لأي فعل سيكون أقل بكثير من الحالة الأولى.
  وهنا يُلاحظ أن الكلام السابق يفترض ضمناً التسليم بأن السلوك إلى الله تعالى يستند على التفكير مثله مثل أي فعل آخر. وأن الأعمال الظاهرة أو الباطنة هي انعكاس لحالة فكرية معينة عن الله تعالى والإنسان. وأن تلك الحالة الفكرية يمكن تحصيلها من أي إنسان بإعمال العقل في الوجود مسترشداً