سطور مضيئة من حياته
  وإخلاصه نموذجاً عظيماً يحرك نفوس المتطلعين إلى الوصول إلى مصاف العظماء.
  إن الإمام زين العابدين شحن بالدعاء قلبه قبل لسانه، وأقبل على الله بجميع جوارحه وأركانه، وكان أعبد أهل زمانه، وأخشاهم لله سبحانه؛ لأنه عرف الله حق معرفته، واتصل به أشد اتصال، ولم يثنه جسده الزاحف إلى الستين عن الاستمرار في عبادة رب العالمين والتلذذ بذكره على مدار اللحظة واليوم والسنة، فهو لا يحس وخز الألم قدر ما يحس سعادة الاستغراق في مناجاة الملك الخلاق.
سطور مضيئة من حياته
  قال الإمام محمد بن علي #: «دخلت على أبي: فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم أر أحداً قد بلغه، وإذا به قد اصفرَّ لونه، ورمصت عيناه من البكاء، وديرت جبهته، وانخرم أنفه من السجود، وورمت ساقاه وقدماه من الصلاة، فرأيته بحالٍ لم أملك أن بكيت من رحمته فإذا به يفكر، ثم قال: يا بني، أعطني الصحف التي فيها عبادة أمير المؤمنين # فأعطيته فما