حرف الألف
  في أن ابن عقدة كان يحفظ مائة ألف حديث بأسانيدها، ويجيب في ثلاثمائة ألف كلها أوجلها من حديث أهل البيت ومع ذلك «مقت لتشييعه» فقط لاغير ..
  كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... حسداً وظلماً إنه لدميم
  ومعنى ذلك أن ابن عقدة لوكان غير شيعي لحظي بكلمات الثناء، وعبارات الإعجاب التي ترفعه إلى مصاف القديسين ولنال من الحب ما لا مزيد عليه ..
  يقول صاحب العتب الجميل: «من عرف ما يلاقيه من الترويع والتهديد والتوهيم والتكذيب من يروي ولو حديثاً واحداً مما يتعلق بالعترة لا يكبر عليه إن كان ابن عقدة» مقت لتشيعه وقد أجاب في ثلاثمائة ألف حديث من أحاديثهم».
  ولا يفوتنا أن نشير إلى أن الذهبي لم يكن بمقدوره مغالبة نفسه الأمارة بالسوء وهو يترجم رجل «مقت تشيعه» فأضاف من مكنونات نصبه ما يدفع عنه مظنة التقصير في الغمز واللمز.
  فهو حين يصف ابن عقدة بحافظ العصر والمحدث البحر ... ونادرة الزمان لم يجد بداً من أن يضيف «على ضعف فيه» و «يكتب العالي والنازل والحق والباطل».
  ولا غرابة في تلك الاضافات الذهبية إذ أنها أقل ما يتوقع من رجل يخيل إليك وأنت تقرأ تراجمه للشيعة أنه كان يكتب بإيعاز من بني مروان.
  أنظر: الجداول خ، الطبقات خ، مطلع البدور – خ -، لسان الميزان ١/ ٣٦٣، الضعفاء الكبير ١/ ٦٩ - ٧٠، المجروحين ٢/ ١١١، ميزان الاعتدال ١/ ٧٢،