الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

صفاته النفسية والخلقية

صفحة 17 - الجزء 1

  والعباد وجعلهم مال الله دولا وعباده خولا.

  وقد نهض المؤيد بالله داعياً إلى الله، خارجاً على الظلمة، فكان أول خروج له سنة ٣٨٠ هـ قبل وفاة الصاحب بن عباد بأربع سنوات، وفشلت حركته، فخلصه الصاحب من انتقام بني بويه الذين كانوا يحكمون الجيل والديلم في تلك الفترة. ثم عاد مرة أخرى فقام بالإمامة وبايعه الجيل والديلم، واستتب له الأمر في تلك البلاد فترات، وخرج من يده فترات أخرى، وخاض حروباً، وواجه مصاعباً، وجابه معارضين منهم: أبو الفضل بن الناصر. وتغلب # على «هوسم»، ثم هزمه «شوزيل»، فعاد إلى الري، ومكث بآمل حتى جاءته الكتب بمناصرة الجيل والديلم، فعاد وافتتح مدينة هوسم، ثم افتتح آمل، وبقي # في كر وفر وجهاد يطول شرحه، حتى توفاه الله يوم عرفة سنة ٤١١ هـ.

  أما عن منهجه في الحكم ورؤيته للسلطة فيمكن أن يتبينه القارئ من كتاب دعوته الذي ضمنه المبادئ والأفكار التي قام من أجلها، والذي حدد فيه ما يجب عليه تجاه المجتمع، وما يجب له إن عدل من الطاعة، وقد أوردها بنصها الشهيد حميد في الحدائق الوردية فليرجع إلى هناك.

صفاته النفسية والخلقية

  تميز الإمام المؤيد بالله # بصفات نفسية وخلقية لا تتوفر جميعها إلا للعظماء، ومن هذه الصفات:

  ١ - تقواه وخشيته:

  كان # غاية في التقوى والخشية والخوف من الله ø، منقطعاً إلى الله، ومقبلا عليه، ذاكراً متبتلا، يتعهد نفسه بالمحاسبة، و يجاهدها على الطاعة، ويحملها على المكاره، يجد اللذة والمتعة في المناجاة بخلواته، وإذا خلا بنفسه يتلو القرآن بصوت شجي حزين، غزير الدمع، كثير البكاء، دائم الفكر والتأوه، مستكثراً من ذكر الموت، مستشعراً لأسباب الفوت.