الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

(16) حدير بن كريب الحضرمي الحميري

صفحة 155 - الجزء 1

  يبايع علياً ¥.

  كان إمام أهل البصرة، وحبر الأمة في زمنه، ومن سادات التابعين وكبارهم، اشتهر بعلمه وزهده وتقواه، وأثر تأثيراً عميقاً على الفكر الإسلامى، وكان عدلياً قائلا بالحق، آمراً بالمعروف، ناه عن المنكر، ثقة عند الجميع ومجمع على زهده وفضله، ذكر صاحب الطبقات والمنصور بالله عبد الله بن حمزة وابن حميد: أنه من المشهورين بالقول بالعدل والتوحيد.

  ولقد حاول البعض غمزه والنيل منه على جلالة قدره، قال ابن سعد: كان عالماً جامعاً رفيعاً ثقة مأموناً عابداً ناسكاً كثير العلم ماأرسله فليس بحجة!

  وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء روى - أي الحسن - بالإرسال عن طائفة لعلي وأم سلمة ولم يسمع منهما شيء، ولا من أبي موسى، ولا من أبي هريرة. قاله يحيى بن معين!

  قلت: وقول ابن سعد وابن معين لا يلتفت إليه ولا يعول عليه فالحسن قد بين العذر في إرساله، وعمن يرسل.

  قال يونس بن عبيد: سألت الحسن، قلت يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله ÷ وإنك لم تره؟

  فقال: يا ابن أخي لقد سألتني عن شيء ما سألني أحد قبلك ولولا منزلك مني ما أخبرتك: إني في زمن كما ترى - أي زمن بني أمية - وكل شيء سمعتني أقوله قال رسول الله ÷ فهو عن علي بن أبي طالب غير أني في زمن لا أستطيع أن أذكر علياً.

  هذا هو عذر الحسن البصري الواضح فهو يسكن في البصرة التي غلب على أهلها الانحراف عن أهل البيت لما كان في قلوبهم على أمير المؤمنين # من الضغن لقتل أسلافهم يوم الجمل وما كان ذلك