حرف الحاء
  ليمنع الحسن البصري من التصريح بذكر الإمام علي لولا أنه عاش في فترة عم الإرهاب الأموي كل الأمصار الإسلامية، وخصوصاً العراق ومنه البصرة التي كانت من ضمن ولاية الحجاج الطاغية الذي لم يكن يقنع بأقل من شتم أمير المؤمنين علي # على رؤوس الأشهاد والبراءة من دينه # وهو دين ابن عمه المبعوث رحمة للعالمين وقد ذكر التاريخ من فضائع الحجاج في التنكيل بالعراقيين ما يفوق حد التصور.
  يروى أن أحد الطامعين في عطايا ذلك الطاغية لم يجد ما يتقرب به منه الا التقدم بالشكوى إليه من جفاء أهله له إذ سموه علياً فشكر له هذا الشعور الطيب وكافاه عليه.
  فلا عجب والحال هذه أن يلجأ الحسن البصري إلى الإرسال في الرواية عن علي # وإنما العجب ممن عابوا عليه ذلك وهم يعلمون علم اليقين أنه لم يكن بمقدوره أن يذكر علياً ويسلم من العقاب، والذي قد يكون الاطاحة برأسه ليصبح من تلك الرؤوس التي أينعت وحان قطافها فقطفت بسيف ذلك الطاغية الحقير.
  لعل الذين لاموه على الإرسال كانوا يريدون منه أن يعطي ظهره لباب مدينة علم الرسول!
  قال السيد صارم الدين الوزير: «وكان العلماء لا يفصحون بإسمه # في الرواية ويكنون ولا يصرحون بمذاهبه لسائل فكان الحسن البصري إذا حدث عنه # يقول: قال أبو زينب، أو يرسل كما أسلفنا، وكان غيره يقول: قال الشيخ» اهـ. من الفلك الدوار.
  تخرج على الحسن - كما يقول صاحب معجم المفسرين - عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء من أئمة المعتزلة ولهذا يعدونه واحداً منهم. وله تفسير يعد من أشهر التفاسير القديمة، قال صاحب تاريخ التراث العربي ولقد استخدم الثعلبي في كتابه «الكشف والبيان» هذا التفسير