الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

(19) الإمام الناصر للحق الحسن بن علي بن الحسن الأطروش

صفحة 158 - الجزء 1

  وقتل الإمام محمد بن زيد ففر الأطروش إلى الديلم وكان أهلها مجوساً فقام بنشر الدين الإسلامي بينهم واستمر يدعوهم إلى الله قرابة عشرين سنة فأسلم على يديه ألف ألف ما بين رجل وامرأة ثم زحف بهم إلى طبرستان فاستولى عليها سنة ٣٠١ هـ، ودخل آمل سنة ٣٠٢ هـ، وتوفى بها في ٢٥ شعبان سنة ٣٠٤ هـ عن أربع وسبعين سنة.

  روي عن: محمد بن منصور المرادي [١٣، ١٥، ١٦، ١٧، ١٨] وعن أخيه الحسين بن علي المعروف بالمصري المحدث، وعن الحسن بن يحيى.

  وعنه: محمد بن عثمان النقاش [نفس الأرقام]، ومحمد بن عبدالله، وشيخ الأئمة علي بن إسماعيل الفقيه، والسيدان الأخوان بواسطة الأول والأخير وآخرون.

  وهو أحد عظماء الإسلام وأئمة الزيدية المشهورين علماً وعملا وفضلا وزاهداً وورعاً وشجاعة، وهو ثالث الأئمة العلويين بطبرستان ويعتبر المؤسس الفعلي للدولة العلوية هناك. قال السيد صارم الدين: «بعظيم جهاده وقويم اجتهاده بعد الداعيين الأعظمين والمقتصدين الأكرمين الحسن بن زيد وأخيه محمد بن زيد @ ألقي الدين بجرَّانه في تلك البلاد».

  وهو الإمام الشاعر المحدث المفسر الفقيه المتكلم الأديب اللغوي.

  الإمام بإتفاق الموالف والمخالف أنه من أئمة الهدى القائمين بالقسط، وهو فوق أن يقال له: ثقة.

  قال محمد بن جرير الطبري في تاريخه: ولم ير الناس مثل عدل الأطروش وحسن سيرته، وإقامته الحق.

  وقال ابن حزم ما فحواه: فاضلا حسن المذهب عدلا في أحكامه، ولي طبرستان إلى آخر كلامه.