الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

حرف العين

صفحة 193 - الجزء 1

  عنه وعما يريد فحاول كثيراً القبض عليه وعلى أخيه إبراهيم فدس على أبيهما صاحب الترجمة الجواسيس ليعرف أين هما في قصة طويلة مثيرة، وطلبه إليه وحاول معرفة مكانهما منه فلما يأس أودعه السجن مع مجموعة من أخوته وأهله وعذبهم عذاباً مريراً في محبس الهاشمية ببغداد، واستمروا في الحبس مدة ثلاث سنوات فلما ظهر الإمام الشهيد محمد بن عبد الله النفس الزكية: قتل عدة منهم في الحبس.

  روي إسحاق بن عيسى عن أبيه قال:

  أرسل إلى عبد الله بن الحسن وهو محبوس فاستأذنت أبا جعفر في ذلك فأذن لي، فلقيته فاستسقاني ماءاً بارداً، فأرسلت إلى منزلي فأتي بقلة فيها ماء وثلج فإنه ليشرب إذ دخل أبو الأزهر فأبصره يشرب القلة وهي على فيه، فضرب القلة برجله، فألقي ثنييه، فأخبرت أبا جعفر، فقال: إله عن هذا يا أبا العباس.

  وروى أبو الأزهر قال: قال لي عبد الله بن الحسن: أبغي حجاماً فقد احتجت إليه، فاستأذنت أمير المؤمنين في ذلك فقال: يأتيه حجام مجيد.

  قيل لبشير الرحال: ما يسرعك على الخروج على هذا الرجل؟ - يعني أبا جعفر المنصور -، قال: إنه أرسل إلي بعد أخذه عبدالله فأتيته فأمرني يوماً بدخول بيت، فدخلته فإذا بعبد الله بن الحسن مقتول فسقطت مغشياً علي فلما أفقت أعطيت الله عهداً لا يختلف في أمره سيفان إلا كنت مع الذي عليه منهما.

  وذكر محمد بن علي بن حمزة - كما في ص ٢٠٣ من مقاتل الطالبيين - أنه سمع من بذكر أن يعقوب وإسحاق ومحمداً وإبراهيم بني الحسن قتلوا في الحبس بضروب من القتل وأن إبراهيم بن الحسن دفن حياً وطرح على عبد الله بن الحسن بيت، رضوان الله عليهم.

  أخرج له أئمتنا الخمسة والترمذي وهو أحد العترة الكرام وفوق أن يقال له ثقة فهو الحافظ العابد الزاهد المجاهد الشهيد سلام الله عليه.

  انظر: الطبقات، مقاتل الطالبين ص ١٦٦ الي ٢٠٣، الحدائق الوردية،