الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

مقدمة

صفحة 5 - الجزء 1

مقدمة

  الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين ورضي الله عن أصحابه المنتجبين.

  «اللهم إني أعوذ بك أن أقول حقاً ليس فيه رضاك، ألتمس به أحداً سواك، وأعوذ بك أن أتزين للناس بشيء يشينني عندك».

  وبعد: فقد كانت مشاعر الفرحة تغمرني عند صدور أي كتاب من كتب التراث الإسلامي المهملة في الخزائن و المكتبات الخاصة والعامة، ولكن سرعان ما تتحول الفرحة إلى ألم وحزن، إن وجدته قد صدر في طبعة رديئة مشوهة، او طبع على الأصل المخطوط تصويراً بدون صف ولاجمع، ناهيك عن الخدمة التي يستحقها والضبط والتحقيق ليخرج إلى القارئ خالياً من الأخطاء، سليماً من التصحيف والتحريف، قريب التناول مفهرساً ومرتباً.

  ونشر وطباعة كتاب مثل «الصفوة» للإمام زيد بن علي #، أو «أمالي» الإمام أبي طالب #، أو «أمالي» الإمام المرشد بالله # بلا ضبط ولاتحقيق وتخريج ولافهرست موضوعات، هو عمل مخل يجعل نشر الكتاب وعدمه على سواء، ويصرف عنه القارئ غير المهتم الذي اعتاد وألف كتباً هي غاية في التحقيق والضبط والترتيب والجمال الإخراجي.

  وهكذا صدرت العديد من كتب التراث غير مخدومة ولامحققة، فجنى عليها النشر غير المسؤول وأفقدها قيمتها. وقد راودتني فكرة التحقيق منذ وعيت أهمية نشر كتب التراث، فحالت مشاغلي دون ذلك، وأتى على أوقاتي الإهتمام بأمور الحياة، والسعي وراء العيش. وقلت الأوقات التي حاولت استغلالها في الكتابة والبحث والتحقيق، ولذلك اخترت كتجربة للتحقيق هذه الأمالي الصغيرة التي رأيتها بسيطة ولاتحتاج الى كبير عناء.