قبسات من سيرة الإمام المؤيد بالله # مؤلف الأمالي
  ٦ - عدله
  من أعلن الخروج على الظالم، وبذل النفس في سبيل إقامة حكم الله معرضاً مهجته للهلاك دفاعاً عن المظلوم كيف لا يعدل؟ لقد قام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حين رأى «أسباب الحق قد مرجت، وقلوب الأولياء قد حرجت، وأهل الدين مستضعفين في الأرض يخافون أن يتخطفهم الناس، والأموال تؤخذ من غير حلها، وتوضع في غير أهلها، و الحدود قد عطلت، والحقوق قد أبطلت، وسنة الرسول قد غيرت وبدلت، ورسوم الفراعنة قد جددت و استعملت».
  لقد أعلن الثورة لتغيير كل هذا داعياً إلى كتاب الله وسنة نبيه، ومجاهدة الظالمين، و منابذة الفاسقين، منادياً عباد الله، طالباً الإعانة على إصلاح البلاد، و ارشاد العباد، وحسم دواعي الفساد، وعمارة مناهل السداد، وسلوك سبيل الرشاد، مقتدياً بمن مضى من آبائه الأخيار، وسلفه النجباء الأبرار ابتغاء لمرضات رب العالمين.
  مثله لا يظلم ولا يميل عن القسطاس المستقيم، ولا يحيف عن طريق الحق والعدل، وقد شهد له القاصي والداني بالعدل وحسن السيرة، وصفاء السريرة، ولزوم منهج الحق، والأمثلة على ذلك من سيرته الزكية كثيرة وفيرة.
  - كان له # صديقاً يتحفه كل سنة بعدد من الرمان. فلما كان في بعض السنين زاد من رسمه وأوفر على غير عادته، فسأله المؤيد بالله عن ذلك فقال: لأن الله زاد في رماننا فزدنا في رسمك. فلما أراد هذا الصديق الخروج من حضرة المؤيد شكى من بعض الناس. فقال #: ردوا عليه رمانه كله، وأمر بإزالة شكايته ودفع الأذى عنه.
  - وكان # جالساً وعلي بن سرجاب الأمير على إحدى نواحي الديلم على يساره إذ جاءه رجل بقار وسلم على المؤيد بالله فرد عليه ثم قال: أبها الإمام لي دعوى على علي بن سرجاب. فقام علي بن سرجاب وجلس بجنبه.