الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

(51) الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي @

صفحة 204 - الجزء 1

  وقال سعيد بن المسيب: ما رأيت قط أفضل من علي بن الحسين.

  وقال عمر بن عبد العزيز لما بلغه وفاة زين العابدين: ذهب سراج الدنيا وجمال الإسلام و زين العابدين.

  وقال أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ: وأما علي بن الحسين بن علي فلم أر الخارجي في أمره إلا كالشيعي ولم أر الشيعي إلا كالمعتزلي ولم أر المعتزلي إلا كالعامي ولم أر العامي إلا كالخاصي.

  ولم أجد أحداً يتمارى في تفضيله ويشك في تقديمه.

  - وقال الفرزدق وقد أنكره هشام بن عبد الملك وتساؤل من هذا؟

  هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحل والحرم

  هذا ابن خير عباد الله كلهم ... هذا التقي النقي الطاهر العلم

  هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله ... بجده أنبياء الله قد ختموا

  وليس قولك من هذا بضائره ... العرب تعرف من أنكرت والعجم

  إذا رأته قريش قال قائلها: ... إلى مكارم هذا ينتهي الكرم

  يغضي حياء ويغضي من مهابته ... فمايكلم إلا حين يبتسم

  من معشر حبهم دين وبغضهم ... كفر وقربهم منجى ومعتصم

  إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم ... أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم

  إلى آخر قصيدته الشهيرة.

  بلغ في العبادة مبلغاً لا يرقى الى شأوه، وغدا مضرب المثل ومن آثاره الصحيفة السجادية التي لا غنى عن أدعيتها لأحد من العباد الذين يخشون الله ويرجون الفوز في الآخرة.

  - وكان سلام الله عليه شديد الخوف من الله تعالى فقد روى المؤرخون وأصحاب السير أنه كان إذا توضأ للصلاة أصفر لونه فإذا سئل قال: أتدرون بين يدي من أقف.