الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

قبسات من سيرة الإمام المؤيد بالله # مؤلف الأمالي

صفحة 24 - الجزء 1

  فادعى أنه غصب بقرة له. فسأله المؤيد بالله عن صفة البقرة وقيمتها ... فوصف الرجل وبين. فأنكر علي بن سرجاب، ولم يكن له بينة، فحلفه المؤيد بالله، وحينها قال المدعي: كان غرضي من هذه الدعوى أن يتحقق الناس أنا في زمان إمام يسوي بين الملك والبقار، ولم أطمع في أخذ القيمة منه لأنه أمرنا.

  - ويحكى أنه # لما دخل كلار واستولى عليها أمر وزيره أن يحرز دخل الناحية ففعل. فكان عشرين الف درهم ومائة ألف دينار فقال: كل هذا ظلم إلا مائة وخمسة وتسعين دينار جزية أهل الذمة، ورد الجزية إلى مائة وثمانين دينار وترك الجميع.

  - وحكي أنه # اشتهى يوماً من الأيام لحم حوت فبعث الوكيل إلى السماكين فلم يجد فيها إلا حوتاً لم يقطع، وقالوا: لا نريد أن نقطعه اليوم. فعاد إليه وأخبره بإمتناعهم من قطعه. توجه به ثانياً وقال: مرهم عني بقطعه. فأبو قطعه. فلما عاد إليه حمد الله على أن رعيته لاتحذر جانبه وانه عندهم ورعاياه على السواء.

  وقد مر بك بعض القصص عن زهده وورعه ورفضه أن يؤثر ولده الفارس الشجاع بزيادة في العطاء رغم توسل الناس، وهنا فقط نفهم قوله # حينما كان الديالمة يدعون له في مجلس بأنواع الدعاء نحو إطالة العمر وقوة الظهر إلى غير ذلك فدخل رجل ودعا له بالغفران فقال #: هذا الرجل دعا لي والباقون يدعون لأنفسهم.

  نعم هذا الرجل دعا له أما الباقون فلأنفسهم لأن في إطالة عمره وقوة ظهره الإستمرار للعدل الإجتماعي الذي خيم على ربوعهم في ظله.

  ٧ - شجاعته

  هو البطل الفارس الشجاع، كان غاية في الإقدام، يتقدم الجيش حين الكر، ويثبت ثبات الجبال الرواسي، وحروبه تحكي مدى إقدامه وتصديه للطعن