الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

6 - أبو الطفيل

صفحة 255 - الجزء 1

  قال: أدركت من حياة رسول الله ÷ ثمان سنين وعمر طويلا. وهو آخر من مات من الصحابة على الإطلاق وخاتم من رأى النبي ÷ في الدنيا اختلف في تاريخ وفاته قيل سنة ١٠٠ هـ، وقيل سنة ١٠٧ هـ، وقيل سنة ١١٠ هـ، وقيل سنة ١١٦ هـ.

  روى عن: رسول الله ÷، وعن الإمام علي # [٢٥] حديث المناشدة يوم الشورى، وعن ابن مسعود، ومعاذ، وأبي بكر، وعمر وغيرهم.

  وعنه: جابر بن زيد [٢٥]، والإمام زيد بن علي #، وفطر بن خليفة، وحبيب بن أبي ثابت الزهري، وآخرون.

  شهد مع أمير المؤمنين # حروبه، وسكن الكوفة، ثم أقام بمكة حتى مات. وقيل أنه كان حامل راية المختار لماظهر بالعراق وحارب قتلة الحسين #.

  روى محمد بن سلام الجمحي عن عبد الرحمن الهمداني، قال: دخل أبو الطفيل على معاوية فقال: ما أبقى لك الدهر من ثكلك علياً؟

  قال: ثكل العجوز المقلاة، والشيخ الرقوب [أي الذي لم يبق له ولد].

  قال: وكيف حبك له؟

  قال: حب أم موسى لموسى وإلى الله أشكوا التقصير، وهو أحد منقذي محمد بن الحنفية (ع) وأهل بيته من سجن ابن الزبير بمكة بعد أن كان ابن الزبير قد وضع فيه الحطب وألقى عليه النار لإهلاكهم. فأنقذهم الله على يدي عامر بن الطفيل وأبي عبد الله الجدلي الكوفي اللذين أرسلهما المختار في ثمانمائة لإنقاذ ابن الحنفية من محبسه ولو تأخر وصولهما لمات وأهله حرقاً بالنار.

  أخرج أئمتنا الخمسة إلا الجرجاني، ومسلم، والبخاري.