فصل في الكنى
  قلت - والكلام للسيد مجد الدين -: والراجح أن الرواية لا تفيد التعديل إلا أن يصرح الراوي أنه لا يروي إلا عن عدل. ولم يصح عندي الحكم على كتاب بتعديل جميع رواته إلا كتابين: أولهما مجموع إمام الأئمة زيد بن علي $ فإن رواته من لدينا إليه أئمة العترة واوليائهم وقد رواه عن آبائه $، وثانيهما أحكام الإمام الأعظم الهادي إلى الحق # فإن رواته من لدينا أعلام العترة وأوليائهم وأما رجاله فما كان عن آبائه $ فكرواية الإمام زيد عن آبائه $ وما كان عن غيرهم فهم ثقات أثبات ويستثنى تلك الرواية الواحدة التي ظهر أنها ليست عمدته.
  إلى أن يقول:
  وأما سائر المؤلفات فلابد من النظر في الرجال لعدم إلتزامهم الصحة إلا الإمام المؤيد بالله # في شرح التجريد والأمير الحسين # في الشفاء فقد التزما الصحة ولكنهما يقبلان المخالفين وقد صرحا بذلك].
  أما في طبقات الزيدية فقد ذكر في ترجمة أبي هريرة قصته في صفين وهي أنه كان يصلي خلف علي # ويأكل مع معاوية وعند القتال يجلس في تل فقيل له في ذلك.
  فقال: الصلاة خلف علي أتم، وطعام معاوية أدسم، والجلوس على التل اسلم.
  كما نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي هريرة قول الخليفة عمر بن الخطاب: لتتركن الحديث عن رسول الله أو لألحقنك بأرض دوس. وقوله: إني لأحدث بأحاديث لو تكلمت بها زمن عمر لشج رأسي. ثم قال الذهبي: كان أبوهريره طيب الأخلاق وربما ناب في المدينة عن مروان!