الأمالي الصغرى للمؤيد بالله،

المؤيد بالله أحمد بن الحسين الهاروني (المتوفى: 411 هـ)

فصل في الكنى

صفحة 261 - الجزء 1

  وقد تقرب أبوهريرة من بني أمية وقدم لهم خدمات جليلة فعرفوا صنيعه معهم وقدروا موالاته لهم فأغدقوا عليه من أفضالهم وغمروه برفدهم وأعطياتهم. وكانت اول لفتة منهم إليه أن ولاه معاوية على المدينة ثم زادت أياديهم عليه فبنوا له قصراً بالعقيق وأقطعوه أرضاً بها وأخرى بذي الحليفة وزوجه مروان بن الحكم ببسرة بنت غزوان المرأة التي استأجرته في العهد النبوي. انظر شيخ المضيرة.

  ومن أحاديثه التي رواها ما أخرج البخاري ومسلم عنه أن قال: جاء ملك الموت إلى موسى. فقال له: أجب ربك! فلطم موسى عين ملك الموت ففقأها فرجع الملك إلى الله تعالى فقال: إنك أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ففقأ عيني! فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إلى عبدي فقل له: إن كنت تريد الحياة فضع يدك على متن ثور فما توارت بيدك من شعره فإنك تعيش بها سنة!

  وهذا الحديث أخرجه أحمد في مسند أبي هريرة، وأورده الثعالبي في كتابه (المضاف والمنسوب) تحت عنوان (لطمة مرسي)، كما نقل عنه أبو رية وقال الثعالبي: أن الحديث من أساطير الأولين، وأن من هذه الأساطير: أن ملك الموت هذا أعور حتى قيل فيه:

  ياملك الموت لقيت منكراً ... لطمة موسى تركتك أعورا

  وختم الثعالبي الحكاية بقوله: (وأنا برئ من هذه الحكاية).

  وأبو هريرة هو صاحب احاديث القطقطة، وطواف نبي الله سليمان بن داوود على مائة - وفي رواية تسعين - وفي ثالثة سبعين امرأة في ليلة واحده!. وخلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً! وتحول أمة من بني إسرائيل إلى الفأرة التي نعرفها! وحديث غمس الذباب! وأن الله يحب المطاء ويكره التثاؤب! وعشرات الأحاديث الغريبة