أمالي المؤيد بالله

  أمالي المؤيد بالله هذه تسمى «الأمالي الصغرى» لاتتجاوز الستة والعشرين حديثاً يبدو لي انها كانت بداية لمشروع كتاب كبير للمؤلف حالة الظروف بينه وبين إكماله. ورغم صغرها فهي كبيرة القيمة، عظيمة الفائدة، تتناول موضوعات عدة في الفكر والفضائل والأخلاق، كما تمتاز بصحة إسنادها إلى مؤلفها كغيرها من كتب الزيدية الشهيرة.

  وبعد عثوري على صورة من نسخة خطية للأمالي شرعت في التحقيق، وقطعت شوطاً لا بأس به ليفاجئني أحد الأخوة بقوله: لاتتعب نفسك هذه الأمالي قد نشرت من قبل تحت إشراف العلامة عبد الواسع الواسعي فتوقفت عن العمل حتى أحصل على هذه الأمالي المطبوعة، وحصلت عليها فوجدتها قد نشرت وعليها بعض التعليقات ولكنها غير محققة. فواصلت عملي وشجعني الاخ الزميل محمد يحيى سالم عزان على المضي في التحقيق مبدياً العون بالمراجع والإشراف والتوجيه، فمضيت في العمل إلى نهايته وسافرت من أجله أكثر من أربع مرات إلى صعدة حيث الزميل المذكور الذي تتوفر في مكتبته العامرة المراجع المطلوبة.

  وقد حاولت إخراجها إلى يد القارئ مخدومة الخدمة التي تستحقها، بل وطمحت أن يكون تحقيقها نموذجاً يقتفي في تحقيق بقية كتب الحديث عند الزيدية التي تعتبر هذه أصغرها، فجميع كتب الحديث عندنا مازالت أسيرة الإهمال ولم تجد بعد من ينفض عنها غبار الإهمال والنسيان.

  ولا أنسى توجيه الشكر لكل من ساعدني في مراجعة وتصحيح ونقد هذا العمل وفي المقدمة الزميل المحقق محمد يحيى سالم عزان، والأخ الشاعر يحيى شرف المؤيد، والأستاذ عبد الله هاشم السياني الذي أسهم في توجيه اهتمامي إلى أهمية التراث.