حياته العلمية
  والمدرسة الأولى فقد كانت أم الحسن بنت علي بن عبدالله الحسيني العقيقي أرضعنه وأخاه التقوى من صغرهما. وتحت رعاية هذين الأبوين الكريمين نشأ الأخوان الإمامان المؤيد بالله أحمد بن الحسين و أبو طالب يحيى بن الحسين الناطق بالحق، وتلقيا علومهما الأولية على أبيهما، ثم على شيوخ عصرهما فانطلقا في سباق محموم على طلب العلم في عصر تعددت فيه المذاهب والتيارات الفكرية.
حياته العلمية
  تأدب في صباه وبرع في العلوم حتى لم يبق علم من علوم الدين إلا وقد ضرب فيه بأوفر نصيب إلى أن أصبح من المجتهدين المتحررين عن التقليد وعرفه الناس عالماً في النحو واللغة جامعاً للحديث ناقداً له دراية ورواية، وبرز في فكر آل البيت وشيعتهم إضافة إلى معرفة وإلمام بما عند غيرهم، وتقدم في علم الكلام وأصول الفقه، وفي الأدب والشعر، وشهد له علماء عمره بتبحره في العلم، قال الشيخ أبو الفضل العباس بن شروين صاحب المؤلفات الرائعة في الزهد عندما سئل عنه: دع أثمة زماننا إنما الشك في المتقدمين هل كانوا مثل هذا السيد (المؤيد بالله) في التحقيق في العلوم كلها؟.
  وقال القاضي أبو الحسن الرفاء: ليس اليوم في الدنيا أشد تحققاً في الفقه من السيد أبي الحسين الهاروني.
  وقال الصاحب بن عباد عندما ناظر الإمام يهودياً في مجلسه حول النبوءات فأعجزه وأفحمه: أيها السيد أشهد أنك أوتيت الحكمة وفصل الخطاب. وكان الصاحب بن عباد لايقدم عليه أحداً. فمجلسه عن يمينه وقاضي القضاة أحمد بن عبدالجبار عن يساره. وفي غياب المؤيد بالله عن مجلس الصاحب أو سفره كان كثيراً مايتذكره ويتمنى وجود ليسأله عن المشكلات، وكم كانت تحدث في مجلس الصاحب من مناظرات كان المؤيد بالله # لايُغلب فيها إن لم