تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بلت]:

صفحة 17 - الجزء 3

  والمُبَكِّتُ، كمُحَدِّثٍ: المَرْأَةُ المِعْقَابُ، وهي الّتي من عادتِها تَلِدُ ذَكَراً بعدَ أُنْثَى، كما تقدّم.

  وبِنْكَتُ كدِرْهَمٍ: قرية من سُغْدِ سَمَرْقَنْدَ، منها أَبو الحسنِ عليُّ بنُ يُوسُفَ بنِ محمَّد الفَقِيهُ، سمِع بِمَكَّةَ أَبا محمَّدٍ عبدَ الملك بْنَ محمّدِ بْنِ عُبَيْد الله الزُّبَيْدِيِّ.

  [بلت]: بَلَتَهُ، يَبْلِتُهُ⁣(⁣١)، بَلْتاً: قَطَعَهُ. وبَلِتَ، كَفَرِحَ ونَصَرَ: انْقَطَعَ، كانْبَلَتَ. قال ابنُ منظور: زَعَمَ أَهلُ اللَّغَة أَنَّ بَلَتَهُ، مقلوبٌ عن: بَتَلَهُ، قال: وليس كذلك، لوجود المَصْدَر، وأَنشد في الصَّحاحِ لِلشَّنْفَرى:

  كَأَنّ لها في الأَرْضِ نِسْياً تَقُصّهُ⁣(⁣٢) ... على أُمِّها وإِنْ تُخَاطِبْكَ تَبْلَتِ

  أي: تَنْقَطِع حَياءً. ومن رواه، بالكسر، يعني: تَقْطَع وتَفْصِل ولا تُطَوِّل. وانْبَلَتَ الرَّجُلُ: انْقَطَعَ في كُلِّ خيرٍ وشَرٍّ.

  وَبَلَتَ الرَّجُلُ يَبْلُت، وبَلِتَ، بالكسر، وأَبْلَتَ: انْقَطَع من الكلام، فلم يتكلم. وبَلِتَ يَبْلَتُ: إِذا لم يَتَحَرَّكْ، وسَكَت.

  وقيل: بَلَتَ الحياءُ الكلامَ: إذا قَطعَه. والبِلِّيتُ، كسِكِّيتِ لَفْظاً ومَعْنًى وهو الزِّمِّيتُ، عن أَبي عَمْرٍو.

  والبِلِّيتُ: الرَّجُلُ الفصيحُ الّذِي يَبْلِتُ النّاسَ، أَي: يَقْطَعُهم. وقيل: البِلِّيتُ من الرِّجال: البَيِّنُ العاقِلُ⁣(⁣٣) اللَّبِيبُ الأريبُ، عن أَبي عَمْرٍو أَيضاً، وأَنشد:

  أَلا أَرَى ذا الضَّعْفَةِ الهَبِيتَا ... المُسْتَطَارَ قَلْبُهُ المَسْحُوتَا

  يشَاهِلُ العَمَيْثَلَ البِلِّيتَا

  الصَّمَكِيكَ الهَشِمَ الزّمِّيتَا⁣(⁣٤)

  وعَبَّر ابنُ الأَعْرَابِيّ عنه بأَنه التّامُّ، وأَنشد:

  وصاحِبٍ صاحَبْتُهُ زَمِيتِ ... مُيَمِّنٍ في قَوْلِهِ بِلِّيتِ

  لَيْسَ على الزّادِ بِمُسْتَمِيت

  قال: وكأنه ضِدُّ، وإِن كان الضِّدّانِ في التَّصريف. وقَدْ بَلُتَ كَكَرُمَ: إِذا فَصُحَ.

  وعن أَبي عَمْرٍو: يقالُ: أَبْلَتَهُ يَمِيناً: إذا حَلَّفَهُ، وبَلَتَ هو. والبُلَتُ، كصُرَدٍ: طائرٌ، سيأتي في كلام المصنّف فيما بعدُ مُكَرَّراً.

  ومَبْلَت، كمَقْعَد: ع، والّذي في الجَمْهَرَة: مَبْلَث، آخره ثاءٌ مثلّثة، فليُنْظَرْ.

  والمُبَلَّتُ، كمُعظَّمٍ⁣(⁣٥)، المُحَسَّنُ من الكلام كالمُسَرَّج، عن الكِسَائيّ.

  والمُبَلَّتُ، أَيضاً: المَهْرُ المَضْمُونُ، بلغةِ حِمْيَرَ، قال: وما زُوِّجَتْ إِلّا بمَهْرٍ مُبَلَّتٍ أَي مضمون. هكذا أَنشده الجوهريّ، وهو للطّرِماح، والرِّوايةُ:

  وما ابْتَلَتِ الأَقوامُ لَيْلَةَ حُرَّةٍ ... لَنَا عَنْوَةً إِلّا بِمَهْرٍ مُبَلَّتٍ

  وبَلْتَيْتُهُ بَلْتَاتاً كَقَلْسَيْتُهُ قَلْساءً: قَطَعْتُهُ. وبَلْتٌ، بفتح فسكون: اسْمٌ.

  وفي حديث سليمانَ، على نبيّنا وعليه الصّلاة والسَّلام: «احْشُروا الطَّيْرَ، إلّا الشَّنْقَاءَ، والرَّنْقَاءَ، والبُلَتَ» قال ابنُ الأثير: الشَّنْقَاءُ: الّتي تَزُقُّ فِراخَهَا. والرَّنْقَاءُ: القاعدةُ على البَيْضِ والبُلَتُ، كَصُرَدٍ: طائرٌ مُحْتَرِقُ الرِّيشِ، إِنْ⁣(⁣٦)


(١) في الصحاح: بَلَتَه بالفتح يبلته.

(٢) عن الصحاح، وبالأصل «يقصها» ونبه إلى ذلك بهامش المطبوعة المصرية.

(٣) كذا بالأصل والتكملة، وفي اللسان: الفصيح.

(٤) الهبيت: الأحمق. والعميثل: السيد الكريم. والمسحوت الذي لا يشبع. والهشم: السخي. والزميّت: الحليم للصمكيك الصميان من الرجال، الأهوج الشديد.

(٥) في إحدى نسخ القاموس: كمحمد.

(٦) التكملة: «وإن» وفي النهاية واللسان: «إذا».