تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[سنبت]:

صفحة 75 - الجزء 3

  سِيدَهْ: ولا أَدري كيف هذا، إِلّا أَنْ يَخُصَّ الأَقلَّ بالأَقَلِّ حُرُوفاً، والأَكثَرَ بالأكثرِ حروفاً، قال: وعامٌ سَنِيتٌ، ومُسْنتٌ: جَدْبٌ.

  وسانَتُوا الأَرْضَ: تَتَبَّعُوا نَبَاتَها.

  والسَّنُّوت، كَتَنُّورٍ، على المشهور، ويُرْوَى بضمّ السّين، قاله ابنُ الأَثير⁣(⁣١) وغيرُه، فلا عِبْرَةَ بإِنكار شيخنا إِيّاه، وقالُوا: إِنّ الفتحَ أَفصحُ، والسِّنَّوْتُ، مِثَالُ سِنَّوْرٍ: لُغَةٌ فيه عن كُرَاع⁣(⁣٢). وقد اخْتُلِفَ في معناه، فقيل هو الزُّبْدُ، وقيلَ: هو الجُبْنُ، وهما معرُوفانِ، نقلهما الصّاغَانِيُّ، وقيل: هو العَسَلُ؛ وأَنشد الجَوْهَرِيُّ قولَ الحُصَيْنِ بنِ القَعْقَاعِ اليَشْكُرِيّ:

  جَزَى الله عَنِّي بُحْتُرِيًّا ورَهْطَهُ ... بَنِي عَبْدِ عَمْرو ما أَعَفَّ وأَمْجَدَا

  هُمُ السَّمْنُ بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ بينَهُمْ⁣(⁣٣) ... وهُمْ يَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَنْ يُقَرَّدَا

  أَي: يُذَلَّلَ⁣(⁣٤). والأَلْسُ: الخِيَانَةُ.

  وقيل السَّنُّوتُ: ضَرْبٌ من التَّمْر. وقِيل: السَّنُّوتُ: الرُّبُّ، بالضَّمّ. وقيل: السَّنُّوتُ السِّبِتُّ⁣(⁣٥) وقد مر في س ب ت. وقيل: السَّنُّوتُ الرَّازِيانِجُ، وهو الشَّمَرُ بلُغَةِ مِصْرَ نقلَ الأَرْبَعَةَ الصّاغانيُّ وقيل: السَّنُّوت: الكَمُّونُ يَمانِيَةٌ، وبه فَسَّر يعقوبُ قولَ الحُصَيْن المتقدِّمَ. وفَسَّرَه ابْنُ الأَعْرَابيّ بأَنَّه نَبتٌ يُشْبِهُ الكَمُّونَ.

  وفي الحديث أَنّه قال: «علَيكم بالسَّنَا والسَّنُّوت»، قيل: هو العَسل، وقيل: هو الرُّبُّ، وقيل: الكَمُّونُ.

  وفي الحديث الآخَرِ: «لو كان شَيْءٌ يُنْجِي من المَوْتِ، لَكَانَ السَّنَا والسَّنُّوت». ويُقَالُ: سَنَّتَ القِدْرَ، تَسْنِيتاً: إِذا جَعَلَهُ أَي الكَمَّونَ، وطَرَحَهُ فِيها.

  والمَسْنُوتُ، بصيغة المفعول: مَنْ يُصَاحِبُكَ فيَغْضَبُ من غَيْرِ سَبَبٍ لِسُوء خُلُقه، نقله الصّاغانيّ، مأْخُوذٌ من قولهم: رَجلٌ سَنُوتٌ: سَيِّئُ الخُلُقِ، أَوردَه ابنُ منظورٍ وغيرُه.

  * وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه: يُقَال: تَسَنَّتَ فُلانٌ كَريمةَ آلِ فُلان: إِذا تَزوَّجَها في سَنة القَحْط، وفي الصَّحاح: يُقَالُ: تَسَنَّتَها: إِذا تَزَوَّجَ رجُلٌ لِئيمٌ امرأَةً كريمةً، لِقِلَّةِ مالِها وكَثرةِ مالهِ.

  وعن ابن الأَعرابيّ: أَسْتَنَ الرَّجُلُ، وأَسْنَتَ: إِذا دَخلَ في السَّنَة.

  * واستدرك شيخُنا: رَجُلٌ مُسْنِتٌ، أَي: مِسْكينٌ مُنْقطِعٌ، لا شيءَ له، قال: ولعلَّه مأْخوذٌ من الأَرْض، أَو العامِ، أَو من أَسْنَتَ القَومُ: أَجْدَبُوا؛ لأَنّ المُنقطِعَ الّذي لا شيءَ عندَه أَعظمُ من الجَدْب وعَدَمِ النَّبات.

  [سنبت]: سَنْبَتٌ، كجعْفَرٍ⁣(⁣٦): السَّيِّئ الخُلُقِ، كذا في التَّهذيب في الرُّباعيِّ، ونقلَهُ عن ابن الأَعْرَابِيّ، كذا في اللسان.

فصل الشين المعجمة مع المثناة الفوقية

  [شأت]: الشَّئيتُ، كأَمِيرٍ، من الخَيْلِ: العَثُورُ، وليس له فِعلٌ يتصرّف، هكذا صوَّبه أَبو سَهْل في حواشي الصّحاح. اختلفت نُسَخُ الصَّحاح هُنا، ففي نُسْخَةٍ: الشَّئيتُ، من الخَيْلِ: الفَرَسُ العَثُورُ⁣(⁣٧)، وفي أُخرى: الشَّئيتُ من الفَرَس: العَثُورُ. وفي أُخرى: الشَّئيتُ: الفَرَسُ العَثُور. وقيل: هو الّذِي يَقْصُرُ حافِرا رِجْلَيْهِ عن حافِرَيْ يَدَيْهِ؛ قال عَدِيُّ بنُ خَرَشَةَ الخَطْمِيُّ:

  وأَقْدَر مُشْرِف الصَّهَوَاتِ ساطٍ ... كُمَيْت لا أَحَقُّ ولا شَئيتُ

  الشَّئيتُ، كما فسَّرنا. والأَقْدَرُ، بعكس ذلك. ورِوايةُ ابْنِ دُرَيْدٍ:


(١) كذا في النهاية المطبوعة، قال: والفتح أفصح.

(٢) انظر التهذيب.

(٣) ويروى: لا ألس فيهم (التهذيب)

(٤) وأصله من تقريد البعير، وهو أن ينقى قراده فيستكين. (٦) في التهذيب ومثله في اللسان السِّنْبِتُ ضبط قلم.

(٥) في التهذيب: الشبت، وفي التكملة: الشبث. انظر ما مرّ في مادة (سبت). [وفي القاموس: والشِّبتُ]. (٧) هذه عبارة الصحاح المطبوع.