تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[محت]:

صفحة 133 - الجزء 3

  المُقْرِي، وولده مُفْتِي أَصْبَهانَ إِمام الجامع محمدُ بنُ إِبراهيمَ شيخٌ لابن مَرْدَوَيْهِ.

  والمَتَاتُ كسَحَاب⁣(⁣١): ما يُمَتُّ به أَي يُتَوَسَّلُ أَو يُتَوَصَّلُ.

  ومَتَّه: طَلَبَ إِلَيْه المَتَاتَ.

  وتَمَتَّى: لغةٌ، مثل تَمَطَّى، في بعضِ اللُّغاتِ.

  وتَمَتَّى في الحَبْلِ: اعْتَمَدَ فيهِ لِيَقْطَعَهُ أَو يَمُدَّه وأَصْلُه تَمَتَّت، فكَرِهُوا التَّضْعِيفَ، فأُبْدِلتْ إِحْدى التّاءَينِ ياءً، كما قَالوا: تَظَنَّى، وأَصْلُه تَظَنَّنَ، غير أَنّه سُمِع تَظَنَّنَ ولم يُسْمَع تَمَتَّتَ في الحَبْل، وأَعادَه في المُعْتَلّ بمعناه، وسيأْتي الكلامُ هُناك، ولشَيْخِنا هُنا كلام ينظر فيه.

  * ومما يُسْتَدْرَكُ عليه:

  أَبو العَبّاس أَحمَدُ بنُ محَمّدِ بنِ عَلِيِّ بن مَتَّةَ، حدّث عن أَبي عُبَيْدَةَ بنِ محمدِ، وعنه أَبو بَكْرِ بنُ مَرْدَوَيْهِ.

  [محت]: المَحْتُ: الشَّدِيدُ مِنْ كلِّ شَيْءٍ.

  والمَحْتُ: اليَوْمُ الحَارُّ، يومٌ مَحْتٌ: شَديدُ الحَرِّ، مثلُ حَمْتٍ، ولَيْلةٌ مَحْتَةٌ.

  وقد مَحُتَ، كَكَرُمَ.

  والمَحْتُ: العَاقِلُ اللَّبِيبُ أَو هو المُجْتَمِعُ القَلْبِ الذَّكِيّ، وج مُحوتٌ ومُحَتَاءُ، كأَنّهم تَوَهَّمُوا فيه مَحِيتاً، كما قَالُوا: سَمْحٌ وسُمَحاءٌ.

  والمَحْتُ: الخَالِصُ، يُقال: عَرَبِيٌّ مَحْتٌ بَحْتٌ، أَي خالِصٌ.

  ويُقَال: لأَمْحَتَنَّكَ، أَي لأَمْلأَنَّكَ غَضَباً، نقله الصّاغانيّ.

  [مرت]: المَرْتُ: المَفَازَةُ بلا نَباتٍ فيها، أَرْضٌ مَرْتٌ، ومَكانٌ مَرْتٌ: قَفْرٌ لا نَباتَ فيه، وقيل: الأَرْضُ التي لا يُنْبَتُ⁣(⁣٢) فيها، وقيلَ: المَرْتُ: الذي لَيْسَ به قَليلٌ ولا كَثيرٌ⁣(⁣٣).

  أَو الأَرْضُ التي لا يَجِفُّ ثَراهَا، ولا يَنْبُتُ مَرْعاها، وقيل: المَرْتُ: الأَرضُ التي لا كَلأَ بها وإِنْ مُطِرَتْ.

  وأَرْضٌ مَرْتٌ كالمَرُوت، بالفَتْح، حكاهُ بَعْضُهم، قال كُثَيِّر:

  وقَحَّمَ⁣(⁣٤) سَيْرَنا منْ قَوْرِ حِسْمَى ... مَرُوتُ الرِّعْيِ ضاحِيَةُ الظِّلالِ

  هكذا رواه أَبو سعيد السُّكّريّ بالفتح، وغيرُه يَرْوِي «مُرُوتُ الرِّعْيِ» بالضّم، ج: أَمْراتٌ، ومُرُوتٌ بالضّم.

  وقيل: أَرْضٌ مَمْرُوتَةٌ، كذلك، قال ابنُ هَرْمَةَ:

  كَمْ قَدْ طَوَيْنَ إِلَيْكَ منْ مَمْرُوتَةٍ ... ومَناقلٍ مَوْصُولَةٍ بمَناقلِ

  وأَرْضٌ مَرْتٌ ومَرُوتٌ، فإِن مُطِرَتْ في الشِّتاءِ فإِنّها لا يُقَالُ لَها مَرْتٌ، لأَنَّ بها حينَئذ رَصَداً، والرَّصَدُ: الرَّجاءُ لها كما تُرْجَى الحَامِلَةُ، ويُقالُ: أَرْضٌ مُرْصِدَةٌ، وهي⁣(⁣٥) قد مُطِرَتْ وهي تُرْجَى لأَنْ تُنْبِتَ والاسْمُ المُرُوتَةُ، بالضَّمِّ، كالسُّهُولَة.

  ومن المَجازِ: رَجُلٌ مَرْتٌ: لا شَعَرَ بحَاجِبه⁣(⁣٩)، وكذا مَرْتُ الجَسَدِ، لا شَعَرَ عَلَيْه، قالَ ذُو الرُّمَّة:

  كُلَّ جَنينٍ لَثق السِّرْبَالِ⁣(⁣٦) ... مَرْتِ الحَجَاجَيْنِ مِنَ الإِعْجَالِ⁣(⁣٧)

  يَعْني جَنيناً أَلحقَتْهُ أُمُّه قبلَ أَن يَنْبُتَ وَبَرُهُ.

  وفي الأَساس: مَرَتَهُ يَمْرتُه إِذا مَلَّسَه، بالتَّاءِ والثاءِ جميعاً.

  ويُقال: مَرَتَ الإِبلَ: نَحّاهَا.

  والمَرُّوتُ، كسَفُّود: وادٍ لبَنِي حِمَّان كرمان⁣(⁣٨) ابن


(١) في القاموس بضم الميم ضبط قلم.

(٢) اللسان: «نبت» وفي التهذيب عن الأصمعي: لا نبات فيها.

(٣) هذا قول ابن شميل نقله الأزهري في التهذيب.

(٤) عن اللسان وبالأصل «وفحم».

(٥) الأصل واللسان، وفي التهذيب: وهي التي قد مطرت.

(٩) في القاموس: لحاجبه.

(٦) قبله في التهذيب:

يطرحن بالمهارق الأغفال

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في التكملة: وبين المشطورين مشطور ساقط وهو:

حي الشهيق ميت الأوصال»

ومثله في التهذيب واللسان. قال الأزهري: يصف إبلا أجهضت أولادها قبل نبات الوبر عليها. يقول: لم ينبت شعر حجاجيه.

(٨) كذا، وضبط القاموس حمان بكسر الحاء ضبط قلم.