تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خرج]:

صفحة 340 - الجزء 3

  رِيحُهَا، طَيِّبٌ خَرَاجُهَا» أَي طَعْمُ ثَمَرِهَا، تَشبِيهاً بالخَرَاجِ الذي يَقَعُ علَى الأَرَضِينَ وغيرِها.

  وج الخَرَاجِ أَخْرَاجٌ وأَخَارِيجُ وأَخْرِجَةٌ.

  ومن المجاز: خَرَجَت السَّماءُ خُرُوجاً: أَصْحَتْ وانْقَشَعَ عَنْهَا الغَيْمُ.

  والخَرْجُ والخُرُوجُ: السَّحَابُ أَوَّلَ مَا يَنْشَأُ، وعن الأَصمعيّ: أَوَّل ما يَنْشَأُ السحابُ فهو نَشْءٌ، وعن الأَخفش: يُقَال للماءِ الذي يخْرُج من السَّحابِ: خَرْجٌ وخُرُوجٌ، وقيل: خُرُوجُ السَّحَابِ: اتِّسَاعُه وانْبِساطُه، قال أَبو ذُؤَيب:

  إِذَا هَمَّ بالإِقْلاعِ هبَّتْ لَهُ الصَّبَا ... فَعاقَبَ نَشْءٌ بَعْدَها وخُرُوجُ

  وفي التهذيب: خَرَجَت السَّماءُ خُرُوجاً إِذا أَصْحَتْ بعْدَ إِغَامَتها.

  وقال هِمْيَانُ⁣(⁣١) يَصفُ الإِبلَ ووُرُودَهَا:

  فَصَبَّحَتْ جَابِيَةً صُهَارِجَا ... تَحْسَبُه لَوْنَ السَّمَاءِ خَارِجَا

  يريد: مُصْحِياً. والسّحَابَةُ تُخْرِجُ السَّحَابَة كما تُخْرِجُ الظَّلْمَ⁣(⁣٢).

  والخَرْجُ: خِلَافُ الدَّخْلِ.

  والخَرْجُ: اسْمُ ع باليَمَامَةِ.

  والخُرْجُ بالضَّمِّ: الوِعَاءُ المَعْرُوفُ، عَرَبيٌّ، وهو جُوَالَقٌ ذو أَوْنَيْنِ وقيل مُعَرَّبٌ، والأَوّل أَصحُّ، كما نقلَه الجوهريُّ وغيرُهُ، وج أَخْرَاجٌ، ويُجْمَع أَيضاً على خِرَجَةٍ، بكسْر ففتحٍ كجِحَرَةٍ، في جمع جُحْرٍ.

  والخُرْجُ: وَادٍ لا مَنْفَذَ فيه، وهنالك دَارَةُ الخُرْجِ.

  والخَرَجُ - بالتحريك - لَوْنَانِ مِنْ بَيَاضٍ وسَوادٍ، يقال:

  كَبْشٌ أَخْرَجُ أَوْ ظَلِيمٌ أَخْرَجُ بَيِّنُ الخَرَجِ ونَعَامَةٌ خَرْجَاءُ، قال أَبو عَمرٍو: الأَخْرَجُ، من نَعْتِ الظَّلِيمِ في لَوْنِه، قال اللَّيْثُ: هو الذي لَوْنُ سَوادِهِ أَكْثَرُ⁣(⁣٣) مِن بَياضِه، كلَوْنِ الرَّمادِ، وجَبَلٌ أَخْرَجُ، كذلك.

  وقَارَةٌ: خَرَجَاءُ: ذَاتُ لَوْنَيْنِ.

  ونَعْجَةٌ خَرْجَاءُ، وهي السَّوْداءُ، البَيْضَاءُ إِحْدَى الرِّجْلَيْنِ أَوْ كِلْتَيهِمَا والخَاصِرَتَيْنِ، وسائرُهَا أَسْوَدُ.

  وفي التهذيب: وشاةٌ خَرْجاءُ: بَيْضَاءُ المُؤَخَّرِ، نِصْفُهَا أَبْيَضُ والنِّصْف الآخَرُ لا يَضُرُّك [على]⁣(⁣٤) مَا كَانَ لَوْنُه، ويُقال: الأَخْرَجُ: الأَسْوَدُ فِي بَياضٍ والسَّوادُ الغَالِبُ.

  والأَخْرَجْ مِن المِعْزَى: الذي نِصْفُه أَبْيَضُ ونِصْفُه أَسْودُ.

  وفي الصّحاح: الخَرْجَاءُ من الشَّاءِ: التّي ابْيَضَّتْ رِجْلَاها مَعَ الخَاصِرَتَيْنِ، عن أَبي زيدٍ، وفَرَسٌ أَخْرَجُ: أَبْيَضُ البَطْنِ والجَنْبَينِ إِلى مُنْتَهَى الظَّهْرِ ولم يَصْعَدْ إِليه ولَوْنُ سائِرِه ما كان.

  وقد اخْرَجَّ الظَّلِيمُ اخْرِجَاجاً، واخْرَاجَّ اخْرِيجَاجاً، أَي صارَ أَخْرَجَ.

  وأَرْضٌ مُخَرَّجَةٌ كمُنَقَّشَة - هكذا في سائرِ النُّسخ المُصحّحة خِلافاً لشيخِنا، فإِنه صَوَّبَ حَذْفَ كافِ التَّشبيهِ، وجعل قولَه بعد ذلِك «نَبْتها» إِلخ بزيادةٍ في الشرح، وأَنت خبيرٌ بأَنّه تَكَلُّفٌ بل تَعَسُّف - أَي نَبْتُها فِي مَكَانٍ دُونَ مَكانٍ، وهكذا نَصُّ الجَوْهَرِيّ وغيرِه، ولم يُعَبِّرْ أَحدٌ بالتَّنْقِيش، فالصَّوابُ أَنه وَزْنٌ فَقَطْ.

  ومن المَجَاز: عَامٌ مُخَرِّجٌ وفيه تَخْرِيجٌ، أَي⁣(⁣٥) خِصْبٌ وجَدْبٌ وعَامٌ أَخْرَجُ، كذلك، وأَرضٌ خَرْجَاءُ: فيها تَخْرِيجٌ، وعامٌ فيه تَخريجٌ إِذا أَنْبَتَ بعضُ المَواضِع ولمْ يُنْبِتْ بَعْضٌ.

  قال شَمِرٌ: يقال: مَررْتُ على أَرضٍ مُخَرَّجة وفيها على ذلك أَرْتاعٌ. والأَرتاع أَماكِنُ أَصابَها مَطَرٌ فأَنبتَتِ البَقْلَ وأَمَاكنُ لم يُصِبْهَا مَطَرٌ، فتلكَ المُخَرَّجَةُ.

  وقال بعضُهم: تَخْرِيجُ الأَرْضِ أَن يَكُونَ نَبْتُها في مَكَانٍ دُونَ مَكَانِ فتَرى بَيَاضَ الأَرْضِ في خُضْرَةِ النَّبَات.


(١) لعله «هميان بن قحافة». وفي الأساس: يصف حمراً.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الظلم بفتح أوله وتسكين ثانيه ذكر في القاموس من جملة معاينه: «الثلج» والعبارة في التهذيب: والسحابةُ تخرِّج السحابة كما يخرّج الليلُ الظُّلَم.

(٣) التهذيب: أكثر من لون بياضه.

(٤) زيادة عن التهذيب.

(٥) في الأساس: «فيه» بدل «أي».