تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درج]:

صفحة 361 - الجزء 3

  يَفْتَرُّ عَنْ زَوْرِ دَجَاجَتَيْنِ

  والدُّجَّةُ: جِلْدَةٌ قَدْرَ إِصْبَعَيْنِ تُوضَع في طَرَفِ السَّيْرِ الذي يُعَلَّقُ به القَوْسُ وفيه حَلْقَةٌ فيها طَرَفُ السَّيْرِ.

  قال الوزير أَبو القَاسم المَغربيّ في أَنسابه: فأَمَّا الأَسماءُ فكُلُّها دِجَاجَة، بكسر الدّال، فمن ذلك في ضَبَّة: دِجَاجَةُ ابن زُهْرِيّ بن عَلْقَمَةَ، وفي تَيْمِ بن عبدِ مَنَاةَ: دِجَاجَةُ بنُ عبد القَيْس بن امْرِئ القيس، ودِجَاجَةُ بِنْتُ صَفْوَانَ شاعرة.

  والدِّرْبَاسُ وعَمْرٌو ابنَا دِجَاجَةَ، رَوَيَا عن أَبيهما عن عَلِيٍّ.

  وعبدُ العزيز بنُ محمَّدِ بن عَلِيٍّ الصالحيّ، عُرِف بابن الدِّجاجِيّة، روى عن الحافظِ ابن عَساكِر وأَبي المَفاخرِ البَيهقيّ وتوفي سنة ٦٤٠.

  [دحج]: دَحَجهُ، كمنَعَه دَحْجاً، إِذا سَحَبَه، وفي باب الذّالِ المُعْجَمَةِ: ذَحَجَهُ ذَحْجاً، بهذا المعنَى، فكأَنّهما لغتانِ.

  ودَحَجَ الجَارِيةَ: جَامَعَها، كُلُّ ذلك في التهذيبِ.

  وزاد ابنُ سِيدَه: دَحَجَهُ⁣(⁣١) يَدْحَجُهُ دَحْجاً: عَرَكَه كَعَرْكِ الأَدِيمِ، يمانِيَةٌ، والذال المُعْجَمَة لُغَةٌ، وهي أَعلَى، كذا في اللسان.

  [دحرج]: دَحْرَجَه يُدَحْرِجه دَحْرَجَةً بالفتح على القياس ودِحْرَاجاً، بالكسر وهو مَقيسٌ أَيضاً كالأَوّلِ، صرَّح به جَمَاعَةٌ، كذا في التسهيل، والجُمْهُورُ علَى أَنه يُتَوَقَّفُ علَى السَّمَاعِ، ما سُمِعَ مِنْهُ يُقَالُ، ومالا، فَلَا، ويجوز فيه الفتحُ إِذا كانَ مُضَاعَفاً كالزَّلْزَالِ والوَسْوَاسِ، قال شَيْخُنا: ولا عبْرَةَ بقولِ الشيخ خالدٍ في التصريحِ: لَم يُسْمَع في دَحْرَج دِحْرَاجاً، نصَّ على ذلك الصَّيْمَرِيّ وغيرُه، فإِنه ثَبَت على ذلك الصَّيْمَرِيّ وغيرُه، فإِنه ثَبَت في الدَّوَاوِين اللُّغَوِيّة كُلِّهَا التمثيل لمَصْدَرِ فَعْلَلَ فِعْلَالاً وفَعْلَلَةً بدَحْرَج دِحْرَاجاً ودَحْرَجَةً، والصَّيْمَرِيّ ليس ممَّن يُعْتَدُّ بهِ في هذا الشأْن.

  فَتَدَحْرَجَ، أَي تَتَابَعَ في حُدُورٍ.

  واسم المفعول منه المُدَحْرَجُ بالضّمّ، وهو المُدَوَّرُ، لأَن الفِعْل إِذا جاوزَ الثلاثةَ فالمِيمُ منه مضمومةٌ، وقد تقدَّمَ البحثُ عن هذا في خ د ج.

  والدُّحْرُوجَةُ بالضّمّ: ما يُدَحْرِجُه الجُعَلُ مِنَ البَنَادِقِ، وجَمعه الدَّحارِيجُ.

  وعن ابنِ الأَعرابيّ: يقال للجُعَلِ المُدَحْرِجُ، وقال ذُو الرُّمَّة يَصفُ فِرَاخَ الظَّلِيم:

  أَشْدَاقُهَا كَصَدُوحِ النَّبْعِ في قُلَلٍ ... مِثْلَ الدَّحارِيجِ لمْ يَنْبُتْ لَهَا زَغَبُ

  والدُّحْروجَةُ أَيضاً: مَا تَدَحْرَجَ من القِدْرِ، قال النابغةُ:

  أَضْحَتْ يُنَفِّرُهَا الوِلْدَانُ مِنْ سَبَإِ ... كَأَنَّهُمْ تَحْتَ دَفَّيْهَا دَحَارِيجُ

  وأَبو عَمْرٍو عُثْمَانُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللهِ⁣(⁣٢) بنِ دُحْرُوج القَزَّازُ بغدادِيٌّ سَمِعَ الصَّرِيفِينِيَّ وابنَ النَّقُورِ، وعنه أَبو سَعْدٍ السّمعانِيُّ، وتوفي سنة ٥٣٢⁣(⁣٣).

  [درج]: دَرَجَ الرَّجُلُ والضَّبُّ يَدْرُجُ دُرُوجاً، بالضّمّ، أَي مَشَى، كذا في الصّحاح⁣(⁣٤).

  ودَرَجَ الشّيخُ والصَّبِيُّ يَدْرُجُ دَرْجاً ودَرَجَاناً، محرّكةً، ودَرِيجاً، فهو دارِجٌ، إِذا مَشَى كلٌّ منهما مَشْياً ضَعيفاً ودَبَّا، والدَّرَجَانُ: مِشْيَةُ الشَّيْخِ والصَّبِيِّ.

  ويقال للصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخَذَ في الحَرَكَة: دَرَجَ، وقوله:

  يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خَارِجِ ... أُمَّ صَبِيٍّ قَدْ حَبَا ودَارِجِ⁣(⁣٥)

  إِنّمَا أَرادَ أُمَّ صَبِيٍّ حابٍ ودَارِجٍ، وجَازَ له ذلك لأَن «قَدْ» تُقَرِّبُ المَاضِيَ مِنَ الحَالِ حتَّى تُلْحِقَه بِحُكْمِه أَو تَكادُ أَلَا تَراهُم يَقولونَ قد قَامَتِ الصَّلاةُ، قبل حَالِ قِيامِها؟

  ودَرَجَ القَوْمُ إِذا انْقَرَضُوا، كانْدَرَجُوا، ويقال للقومِ إِذا مَاتُوا ولمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً: قد دَرَجُوا.

  وقبيلةٌ دَارِجَةٌ، إِذا انْقَرَضَتْ ولم يَبْقَ لها عَقبٌ.


(١) في المطبوعة الكويتية: «دحجة» تصحيف.

(٢) اللباب: عبيد الله.

(٣) في اللباب: توفي ببغداد سنة ٥٢٧.

(٤) زيد في الصحاح: «ودرجاناً» وما ذكر هنا عن اللسان نقلاً عن الصحاح.

(٥) قائله عمرو بن جندب يعرّض بامرأَة الشماخ. انظر ديوان الشماخ ص ١٠٢ ومشارف الأقاويز ص ١٩٩.