تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[درج]:

صفحة 362 - الجزء 3

  وفي المثل «أَكذبُ مَنْ دَجَّ⁣(⁣١) ودَرَجَ» أَي أَكذَبُ الأَحياء والأَمواتِ.

  وقيلَ: دَرَجَ فُلانٌ مَات ولمْ يُخَلِّفْ نَسْلاً، وليس كلُّ مَنْ ماتَ دَرَجَ.

  أَبو طالب: في قولهم «أَحْسَنُ مَنْ دَبَّ وَدَرَجَ» فَدَبَّ: مَشَى، ودَرَجَ: مَاتَ وفي حديث كَعْبٍ «قال له عُمَرُ: لِأَيِّ ابْنَيْ آدَمَ كان النَّسْلُ؟ فقال: ليس لواحد منهما نَسْل، أَمَّا المَقتولُ فدَرَجَ، وأَما القاتِلُ فهَلَكَ نَسْلُهُ في الطوفَانِ» [دَرَجَ أَي مَاتَ]⁣(⁣٢).

  وأَدْرَجَهم اللهُ: أَفْنَاهُمْ.

  و [يقال]⁣(⁣٣) دَرَجَ قَرْنٌ بَعْد قَرْنٍ أَي فَنَوْا.

  وأَنشد ابن السِّكّيت للأَخطل:

  قَبِيلَةٌ بِشِرَاكِ النَّعْلِ دارجةٌ⁣(⁣٤) ... إِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لَهُمْ أَثرُ

  وكأَن أَصْل هذا من دَرَجْت الثَّوْبَ إِذا طوَيْته، كأَنَّ هؤلاءِ لمّا ماتُوا ولم يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ والبَقَاءِ كذا في اللِّسان⁣(⁣٥)، فهو مَجَازٌ، ولم يُشِرْ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ.

  أَو دَرَجَ: مَضَى لِسبِيلِه، كدَرِجَ كسَمِعَ.

  وفُلَانٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا، أَي على سَبِيلِهِ.

  ودَرَجَت النَّاقَةُ إِذا جَازَت السَّنَة ولم تُنْتَجُ، كأَدْرَجَتْ.

  وهي مُدْرِجٌ: جَاوَزَتِ الوَقْتَ الَّذي ضُرِبَتْ فِيه، فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِدْرَاجٌ، وقيل: المِدْرَاجُ: التي تَزيد على السَّنَةِ أَيّاماً ثلاثةً أَو أَربعةً أَو عَشرةً ليس غيرُ.

  ودَرَجَ الشيْءَ يَدْرُجه دَرْجاً طَوَى، وأَدْخَلَه، كَدَرَّج تَدْرِيجاً، وأَدْرَجَ، والرُّبَاعيّ أَفصحُها.

  والإِدْرَاجُ: لَفُّ الشَّيْءِ، ويقال لما طَوَيْتَه: أَدْرَجْته، لأَنه يُطْوَى على وَجْهِه.

  وأَدْرَجْتُ الكِتَابَ: طَوَيْتُه.

  ومن المجاز: يقال: دَرِجَ الرَّجُلُ كسَمِعَ، إِذا صَعِدَ في المَرَاتِبِ لأَن الدَّرَجَة بمعنَى المَنْزِلةِ والمَرْتَبَةِ.

  ودَرِجَ إِذا لَزِمَ المَحَجَّةَ، أَي الطَّرِيقَ الوَاضِحَ مِنَ الدِّينِ أَو الكَلَامِ، كُلُّه بكَسرِ العَيْن من فَعِلَ.

  والدَّرَّاجُ - كشَدَّادٍ -: النَّمَّامُ، عن اللِّحْيَانيّ. في الأَساس، أَي يَدْرُجُ بينَ القومِ بالنَّمِيمَةِ⁣(⁣٦).

  والدَّرَّاجُ أَيضاً: القُنْفُذُ، لأَنّه يَدْرُج لَيلَتَه جَمعاءَ، صِفَةٌ غالبةٌ.

  والدَّرّاجُ أَيضاً: ع قال زُهيرٌ:

  بحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ

  كذا في اللسان، وسيأْتي في كلامِ المصنّف قريباً.

  والدُّرَّاج كرُمَّانٍ، طائرٌ شِبْهُ الحَيْقُطَانِ، وهو من طَيْرِ العِرَاقِ أَرْقَطُ.

  وفي التهذيب: أَنْقَطُ⁣(⁣٧)، قال ابنُ دُرَيْد: أَحسَبُه مُولَّداً، وهي الدُّرَجَةُ، مثالُ رُطَبَةٍ، والدُّرَّجَةُ، الأَخيرةُ عن سِيبويهِ.

  وفي الصّحاح: الدُّرَّاجُ، والدُّرَّاجَةُ: ضَرْبٌ من الطَّيْر، للذَّكَر والأُنْثَى، حتى تقول الحَيْقُطَانُ فيخْتَصُّ بالذَّكَر.

  ودَرِجَ الرجُلُ كسَمِعَ: دَامَ على أَكْلِهِ أَي الدُّرَّاجِ.

  والدَّرُوجُ كصَبُورٍ الرِّيحُ السَّرِيعَةُ المَرِّ، وقيل: هي التي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرًّا ليس بالقَوِيِّ ولا الشّديد، يقال: رِيحٌ دَرُوجٌ، وقِدْحٌ دَرُوجٌ.

  وفي اللّسان: رِيحٌ دَرُوجٌ يَدْرُجُ مُؤَخَّرُهَا حتَّى يُرَى لها مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ في الرَّمْلِ، واسم ذلك المَوْضعِ الدَّرَجُ.

  ويقال: اسْتَدْرَجَتِ المَحَاوِرُ المَحَالَ كما قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  صَرِيفَ المَحَالِ اسْتَدْرَجَتْهَا المَحَاوِرُ⁣(⁣٨)


(١) في التهذيب: «دبّ».

(٢) زيادة عن النهاية واللسان.

(٣) زيادة عن التهذيب.

(٤) اللسان، ووقعت في المطبوعة الكويتية: دراجة تصحيف.

(٥) وهو قول الأزهري في التهذيب.

(٦) في الأساس: بالنمائم.

(٧) الأصل واللسان عن التهذيب، وفي التهذيب: أرقط. كالأصل.

(٨) روايته في ديوانه:

وإن ردهن الركب راجعن هزة ... دَريجَ المحال استثقلته المحاورُ