تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الدال المهملة مع الجيم

صفحة 366 - الجزء 3

  يُطِفْنَ بِأَحْمَالِ الجِمَالِ غُدَيَّةً ... درِيجَ القَطَا فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ

  وكلّ بُرْجٍ مِنْ بُروجِ السماءِ ثلاثُونَ دَرَجَةً.

  والمَدَارِجُ: الثَّنَايَا الغِلَاظُ بين الجِبَالِ، واحدتُها مَدْرَجَةٌ، وهي المواضعُ التي يُدْرَج فيها، أَي يُمْشَى، ومنه قولُ ذِي البِجَادَيْنِ عبدِ اللهِ المُزَنِيّ⁣(⁣١):

  تَعَرَّضِي مَدَارِجاً وسُومِي ... تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ

  هذا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقِيمِي

  والدَّوَارِجُ: الأَرْجُلُ، قال الفرزدق:

  بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ أَنْ قَامَ فَوْقَه ... خَطِيبٌ فُقَيْمِيٌّ قَصِيرُ الدَّوَارِجِ

  قال ابن سِيده: ولا أَعرِفُ له واحداً⁣(⁣٢).

  وفي خُطْبةِ الحجّاجِ، «ليس هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِي» أَي اذْهَبي [وهو مَثلٌ]⁣(⁣٣) يُضْرَبُ لمن يَتَعَرَّض إِلى شيْءٍ ليس منه، وللمُطْمَئِنِّ في غيرِ وَقْته فيُؤْمَر بالجِدِّ والحَرَكةِ.

  ومن المجاز: هُمْ دَرَج السُّيُولِ. دَرَجُ السَّيْلِ وَمَدْرَجُهُ: مُنْحَدَرُهُ وطَرِيقُهُ في مَعَاطِف الأَوْدِيَةِ، وأَنشد سيبويهِ:

  أَنَصْبٌ لِلْمَنِيَّةِ تَعْتَرِيهِمْ ... رِجَالِي أَمْ هُمُ دَرَجُ السُّيُولِ؟

  ومَدارِجُ الأَكَمَةِ: طُرُقٌ مُعْتَرِضَةٌ فيها.

  والمَدْرَجَةُ: مَمَرُّ الأَشياءِ على الطّريق وغيرهِ.

  ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ: مُعْظَمُه وسَنَنُه.

  وهذا الأَمرُ مَدْرَجةٌ لهذا، أَي مُتَوَصَّلٌ به إِليه.

  ومن المجاز: امْشِ في مَدَارِج الحَقِّ.

  وعليكَ بالنَّحْوِ فإِنه مَدْرَجَةُ البَيان، كذا في الأَساس.

  واستَدْرَجَه: اسْتَدْعَى هَلَكَتَه، مِن دَرَج: مَاتَ.

  ورَجُلٌ مِدْرَاجٌ: كثِيرُ الإِدْرَاجِ لِلثَّيَابِ وَأَدْرَجَ المَيتَ في الكَفَنِ وَالقَبْرِ: أَدْخَلَه.

  وفي التّهذيب: المِدْرَاجُ: النَّاقَةُ الّتي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذ أَتَتْ عَلَى مَضْرَبِها⁣(⁣٤).

  والمُدْرِجُ والمِدْرَاجُ: الَّتي تُؤَخِّر جَهَازَها وتُدْرِجُ عَرَضَهَا وتُلْحِقُه بِحَقَبِها، وهي ضِدُّ المِسْنَافِ، جَمْعُه مَدَارِيجُ.

  وقال أَبو طالبٍ: الإِدراجُ: أَنْ يَضْمُرَ البَعِيرُ فيَضْطَرِبَ⁣(⁣٥) بِطَانُه حتَّى يَستأْخِرَ إِلى الحَقَبِ فَيَسْتَأْخِرَ الحِمْلُ، وإِنّما يُسَنَّفُ بِالسِّنافِ مَخَافَةَ الإِدْراجِ.

  ومن المجاز: يقال: هم دَرْجُ يَدِك، أَي طَوْعُ يَدِك.

  وفي التهذيب: يقال: فُلانٌ دَرْجٌ يَدَيْكَ، وبنو فُلانٍ⁣(⁣٦) لا يَعْصُونَك، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع.

  وأَبو دَرَّاجٍ: طائرٌ صغيرٌ.

  ومن المجاز: فُلانٌ تَدَرّج إِليه⁣(⁣٧).

  ومَدْرَجُ الرِّيحِ لَقَبُ عامرِ بن المَجْنُونِ الجَرْمِيّ الشاعر، سَمَّوْه به لقولِه:

  أَعَرَفْتَ رَسْماً مِنْ سُمَيَّةَ باللِّوَى ... دَرَجَتْ عليهِ الرِّيحُ بَعْدَكَ فَاسْتَوَى

  قاله ابن دُرَيْد في الوِشاح، ومحمّد بن سلَّام في طبقاته.

  ومن الأَمثال «مَنْ يَرُدُّ اللَّيْلَ عَلَى أَدْرَاجِه».

  و «مَنْ يَرُدُّ الفُرَاتَ عَنْ دِرَاجِه» ويُروى «عَنْ أَدْرَاجِه» رَاجِعِ الميدانيّ.

  وأَبو الحَسَن⁣(⁣٨) الصُّوفيّ الدَّرَّاج، بغداديٌّ، صَحِبَ إِبراهيمَ الخَوّاصَ، ومات سنة ٣٢٠.

  وأَبو جعفر أَحمدُ بنُ محمدِ بن دَرَّاجٍ القَطَّانُ، عن


(١) يخاطب ناقة رسول الله ، (اللسان: سوم).

(٢) في التهذيب: ودوارج الدابة: قوائمها. الواحدة: دارجة، وقد تقدم قوله أثناء المادة.

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) عن التهذيب، وبالأصل: «أبت على مضربها».

(٥) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: فيطّرب.

(٦) في التهذيب: وبنو فلان درج يديك أي لا يعصونك.

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله فلان تدرج إليه كذا بالنسخ فليحرر».

(٨) في اللباب لابن الأثير: أبو الحسين سعيد بن الحسين الدرّاج الصوفي.