تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[زجج]:

صفحة 388 - الجزء 3

  والزُّجُّ أَيضاً: جمعُ الأَزَجِّ وهو من النَّعَامِ للبَعِيدِ الخَطْوِ. وفي اللسان: الزَّجَج في النَّعامةِ: طُولُ سَاقَيْهَا وَتَبَاعُدُ خَطْوِهَا، يقال ظَلِيمٌ أَزَجُّ، ورَجُلٌ أَزَجُّ: طويلُ الساقَيْن: أَو الأَزَجّ من النعامِ: الذي فوقَ عَينَيْهِ⁣(⁣١) ريشٌ أَبيضُ.

  والزُّجُّ: نَصْلُ السَّهْمِ، عن ابن الأَعرابيّ. ج زِجَجَةٌ كعِنَبة وزِجاجٌ كجِلالٍ، وأَزِجَّةٌ. قال زُهَيْر.

  ومَنْ يَعْصِ أَطْرَافَ الزِّجَاجِ فإِنّه ... يُطِيعُ العَوالِي رُكِّبَتْ كُلَّ لَهْذَمِ

  قال ابن السِّكّيت: يقول: مَن عَصَى الأَمْرَ الصَغِيرَ صارَ إِلى الأَمْرِ الكَبِيرِ. وقالَ أَبو عُبيدَةَ: هذا مَثَلٌ، يقول: إِنّ الزُّجَّ ليس يُطْعَنُ به، إِنما يُطعَن⁣(⁣٢) بالسِّنَان؛ فمَن أَبَى الصُّلْحَ - وهو الزُّجُّ الذي لا طَعْنَ بهِ - أُعْطِيَ العَوَالِيَ - وهي التي بها الطَّعْنُ. قال خالدُ بنُ كُلْثُومٍ: كانوا يَستقبِلون أَعداءَهم إِذا أَرادُوا الصُّلْحَ بِأَزِجَّةِ الرِّمَاحِ، فإِذا أَجابوا إِلى الصُّلْحِ وإِلّا قَلَبُوا الأَسِنَّةَ وقَاتلوهم.

  والزَّجّ بالفتح: الطَّعْنُ بالزُّجِّ يقال: زَجَّه يَزُجُّه زَجًّا: طَعَنَه بالزُّجِّ ورَماه به، فهو مَزْجُوجٌ.

  ومن المجاز: الزَّجُّ: الرَّمْيُ. يقال: زَجَّ بالشيْءِ من يَدِه يَزُجُّ زَجًّا: رمَى به. وفي اللسان: الزَّجُّ: رَمْيُكَ بالشيْءِ تَزُجُّ به عن نَفْسك.

  والزَّجُّ: عَدْوُ الظَّلِيمِ. يقال زَجَّ الظَّلِيمُ برِجْلِه زَجًّا: عَدَا فرَمَى بها. وهو مَجَازٌ. وظَلِيمٌ أَزَجُّ: يَزُجُّ بِرِجْلَيه. ويقال للظَّلِيم إِذا عَدا: زجَّ بِرِجْلَيه.

  وأَزَجَّ الرُّمْحَ، وزَجَّجَه، وزَجَّاه، على البَدَلِ، رَكَّبَ فيه الزُّجَّ: وأَزْجَجْته فهو مُزَجٌّ. قال أَوْسُ بن حَجَرٍ:

  أَصَمَّ رُدَيْنِيًّا كَأَنَّ كُعنوبَهُ ... نَوَى القَسْبِ عَرّاصاً مُزَجًّا مُنَصَّلَا⁣(⁣٣)

  قال ابن الأَعرابيّ: ويقال: أَزَجَّه: إِذا أَزالَ منه الزُّجَّ، ويُرْوَى عنه أَيضاً أَنه قال: أَزْجَجْت الرُّمْحَ: جَعلتُ له زُجًّا، ونَصَلْتُه: جَعلْت له نَصْلاً، وأَنْصَلْته: نَزَعْت نَصْلَه. قال: ولا يقال: أَزْجَجْته إِذا نَزعْت زُجَّه⁣(⁣٤).

  والزُّجَاجُ: القَوارِيرُ، م، ويُثَلَّث. والواحِد من ذلك زُجَاجَة، بالهَاءِ. وأَقَلُّهَا الكَسْرُ. وعن اللَّيْث: الزُّجاجَةُ - في قوله تعالى⁣(⁣٥) - القِنْدِيلُ. وعن أَبي عُبَيْدةَ: يقال للقَدَح: زُجَاجةٌ. مضمومة الأَوّل، وإِن شِئت مكسورة، وإِن شِئت مفتوحة، وجمعها زُجَاجٌ، وزِجَاجٌ، وزَجَاجٌ.

  والزَّجَّاج. كعَطَّارٍ: عاملُه وصانعُه. وحِرْفتُه الزِّجَاجةُ.

  قال ابن سِيدَه: وأُراهَا عِراقيّة.

  والزُّجَاجِيّ بالضّمّ وياءِ النِّسبة بائعُه.

  وأَبو القاسم إِسماعيلُ بنُ أَبي حارثٍ،⁣(⁣٦) وفي نسخة: حَرْب بدل حارث صاحبُ الأَربعينَ. رَوَى عن يُوسفَ بنِ موسى، وعنه أَحمدُ بنُ عليِّ بنِ إِبراهيمَ الآبنْدُونِيّ وغيرُه.

  وأَبو القاسم يُوسفُ بنُ عبد الله، اللُّغويّ المصنِّف المحدِّث. سَكَنَ جُرْجَانَ، ورَوَى عن الغِطْرِيفيّ، ومات سنة ٤١٥.

  وعبد الرَّحمن بنُ أَحمدَ الطَّبَرِيّ.

  وأَبو عليّ الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ العبَّاس، روَى عن عليّ بنِ محمدِ بن مَهْرُويَه القَزْوِينيّ مات قبل الأَربعمائَة.

  والفَضْل بنُ أَحمدَ بن محمدٍ.


(١) في التهذيب واللسان: عينه، وهو قول الليث كما في التهذيب.

(٢) التهذيب واللسان: الطعن.

(٣) بالأصل «نوى القضب عراضا» وما أثبت عن الأساس. فالقسب بالسين المهملة هو التمر اليابس.

(٤) هذه عبارة اللسان، وما في التهذيب عن ابن الأعرابيّ: أزججتُ الرمح: جعلت له زُجّاً، وأنصلته: نزعت نصله، ولا يقال: أزججته إذا نزعت زُجَّه.

(٥) يشير إلى الآية الكريمة - من سورة النور: «مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ، الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ».

(٦) في إحدى نسخ القاموس: «حرث» وفي اللباب لابن الأثيرْ: إسماعيل بن محمد الزُّجاجي.