تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نجج]:

صفحة 495 - الجزء 3

  وأَتَت النَّاقةُ على مَنْتِجِها، المَنْتِجُ، كمَجْلِس: الوَقْتُ الذي تُنْتَج فيه.

  وعن يُونُسَ: يقال للشَّاتَيْنِ إِذا كانتا سِناًّ واحدةً: هما نَتِيجَةٌ، وكذلك غَنَمِي نَتائِجُ: إِذا كانَتْ في سِنٍّ واحدة⁣(⁣١).

  ويقال: انْتَتَجَتِ النَّاقةُ، من باب الافتعال، إِذا ذَهَبَت على وَجْهها فولَدَت حيث لا يُعْرَفُ مَوْضِعُها. قال يَعقُوبُ: وإِذا ولَدَت النَّاقةُ من تِلْقَاءِ نَفسِها ولم يَلِ نَتَاجَها أَحدٌ قيل: وقد انْتَتَجَتْ. وقد قال الكُميت بَيتاً فيه لفظٌ ليس بالمستفيضِ في كلامِ العرب، وهو قوله:

  لِيَنْتَتِجُوها فِتْنَةً بعد فِتْنَةٍ⁣(⁣٢)

  والمعروف من الكلام: ليَنْتِجوها. وتَنَتَّجَت النَّاقةُ: إِذا تَزَحَّرَت لِيَخْرُجَ وَلَدُها. كذا في الأَساس⁣(⁣٣).

  وأَنْتَجوا: أَي عِندَهُم إِبلٌ حَواملُ تُنْتَج، وأَنْتَجوا: نُتِجَت إِبلُهم وشَاؤُهم.

  * ومما يستدرك عليه:

  تَناتَجتِ الإِبلُ: إِذا انْتُتِجَت⁣(⁣٤). ونُوق مَناتِيجُ.

  ومن المجاز: الرّيح تُنْتِجُ السحَابَ أي⁣(⁣٥) تَمْرِيه حتى تُخرِجَ قَطْرَه.

  وقال أَبو حنيفة: إِذا نَأَت الجَبْهةُ نَتَّجَ النَّاسُ ووَلَّدوا، واجْتُنِيَ أَوّلُ الكَمْأَةِ؛ هكذا حكاه نَتَّجَ، بالتّشديد، يَذهب في ذلك إِلى التّكثير. وفي مَثَل: «العَجْزُ والتَّوانِي تَزَاوَجَا فأَنْتَجَا الفَقْرَ.» وهذه المُقدِّمة لا تُنْتِج نَتيجةً صادِقةً: إِذا لم يكن لها عاقِبَةٌ محمودةٌ.

  ويقال: هذا الوَلدُ نَتِيجُ وَلَدي: إِذا وُلِدَا في شهْرٍ أَو عامٍ واحد.

  وهذه نَتيجةٌ من نَتائج كَرَمِك.

  وقَعَدَ مِنْتَجاً: قاضيِاً حاجتَه، جُعِل ذلك نِتاجا [له]⁣(⁣٦) كذا في الأَساس.

  [نثج]: والمِنْتَجَةُ والمِنْثَجة، كمِكْنَسة: الاسْتُ سُمِّيَت لأَنها تَنْثِج أَي تُخرِجُ ما في البَطْن قاله ابن الأَعرابيّ؛ كذا في التهذيب.

  ومن المجاز: خَرَج فُلانٌ مِنْثَجاً، كمِنْبَر: أَي خَرَج وهو يِسْلَحُ سَلْحاً، والّذي في الأَساس «مِنْتَجاً» بالمُثَنّاة الفوقيّة، أَي قاضياً حاجته، كما تقدّم قريباً.

  ونَثَجَ بَطْنَه بالسِّكِّين يَنْثِجُه، بالكسر، إِذا وَجَأَه.

  والنِّثْج، بالكسر: الجَبَانُ لا خَيْرَ فيه.

  والنُّثُجُ، بضَمَّتين: أُمَّاتُ سُوَيْدٍ.

  وفي اللِّسان: يُقال لأَحدِ العِدْلَيْن إِذا استَرْخَى: قد اسْتَنْثَجَ، قال هِمْيانُ:

  يَظلُّ يَدْعُونيبَه الضَّماعِجَا ... بصَفْنَةٍ تُزْقِي هَدِيراً ناثِجَا⁣(⁣٧)

  أَي مُستَرْخِياً.

  [نجج]: نَجَّت القُرْحَةُ تَنِجّ، بالكسر، نَجًّا ونَجِيجاً: إِذا رَشَحَت، وقيل: سالَت بما فيها. قال الأَصمعيّ: إِذا سالَ الجُرْحُ بما فيه قيل: نَجَّ يَنِجُّ نَجيجاً. قال القَطِرانُ⁣(⁣٨).

  فإِنْ تكُ قُرْحَةٌ خَبُثَت ونَجَّتْ ... فإِنّ الله يفْعَلُ ما يَشاءُ⁣(⁣٩)

  وهذا البيتُ أَورَده الجَوهريّ مَنسوباً لجرير، ونَبَّه عليه ابنُ بَرِّيّ في أَماليه أَنه للقَطِران، كما ذَكره ابنُ سيده.

  قلت: وهكذا في كتاب الأَلفاظ لابن السّكّيت: يقال خَبُثَت القُرْحَةُ: إِذا فَسَدَتْ وأَفسَدتْ ما حَوْلَها، يريد أَنّها وإِن عَظُم فسادُها فإِنّ الله قادرٌ على إِبرائها.


(١) في القاموس: «وغنمي نتائج: أي في سنٍّ واحدةٍ.

(٢) عجزه في التكملة:

فيفتصلوا أفلاءها ثم يرببوا

(٣) عبارة الأساس: تزحرت في نتاجها.

(٤) عن الأساس وبالأصل «أنتجت». وعبارة الأساس: تناتجت الابل وانتتجت: توالدت.

(٥) كلمة «أي» سقطت من المطبوعة الكويتية واللسان أيضاً.

(٦) زيادة عن الأساس.

(٧) الضماعج: الضخام. وتزقي كذا بالأصل واللسان وفي التكملة: تزفي بالفاء.

(٨) القَطِران لقب شاعر أو اسم رجل (اللسان: قطر) أو سمي به لقوله:

أنا القطران والشعراء جربى ... وفي القطران للجربى شفاء

(المقاييس: جرب). وانظر طبقات الشعراء لابن سلام.

(٩) في الصحاح: «يشفي من يشاء» واللسان والتهذيب فكالأصل.