تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد المهملة مع الحاء المهملة

صفحة 124 - الجزء 4

  والأَوْلَى: وهي - الإِبلُ الّتي عَظُمتْ أَسْنِمَتُهَا، فكاد سَنامُ النَّاقَةِ يأْخُذُ قَرَاها، وهو مجازٌ، أَنشد ابن الأَعرابيّ.

  وصُفَّاحَةٍ مِثْلِ الفَنِيقِ مَنَحْتُهَا

  عِيَالَ ابنِ حَوْبٍ جَنَّبَتْه أَقارِبُهْ

  شَبَّه النّاقةَ بالصُّفّاحة، لصَلَابتها. وابْنُ حَوْبٍ رَجلٌ مَجهودٌ مُحْتَاجٌ⁣(⁣١). ج صُفّاحَاتٌ وصَفافِيحُ.

  والصُّفّاح: ع قُرْبَ ذَرْوَةَ، في ديار غَطفانَ بأَكْنَافِ الحِجازِ لبني مُرَّةَ.

  والمُصفَّحَة، كمعظَّمَة المُصَرَّاةُ.

  وفي التهذيب: ناقَةٌ مُصفَّحةٌ ومُصَرَّاةٌ ومُصَوَّاةٌ ومُصَرَّبَة: بمعنًى واحدٍ. والمُصَفَّحَةُ: السَّيْف، ويُكْسَر، ج مُصَفَّحَاتٌ. وقيل المُصَفَّحاتُ: السُّيوفُ العَريضةُ. وقال لَبيد يَصف سَحاباً:

  كأَنّ مُصفَّحاتٍ في ذُرَاه

  وأَنْواحاً عليهنّ المَآلِي

  قال الأَزهريّ: شَبَّهَ البَرْقَ في ظُلْمةِ السَّحَابِ بسيوفٍ عِرَاض. وقال ابن سيده: المُصفَّحَاتُ: السُّيوفُ، لأَنها صُفِّحَتْ حين طُبِعَتْ، وتَصْفيحُها تَعْرِيضُها ومَطْلُها⁣(⁣٢).

  ويُروَى بكسر الفاءِ، كأَنّه شَبَّهَ تَكَشُّفَ الغَيْث⁣(⁣٣) إِذا لَمَعَ منه البَرْقُ فانْفَرجَ ثمّ الْتَقَى بعْدَ خُبُوِّه بتصفيحِ النِّساءِ إِذا صَفَّقْن بأَيْديِهنّ. قلت: هكذا عبارة الصّحاحِ، وصَوَابه: الغَيْم، بدل: الغَيْث. ويُعلمَ من هذا أَن المصفِّحات - على رواية الكسر - من المجاز، فتأَمّلْ.

  والتَّصْفيحُ مثلُ التَّصْفيق، وفي الحديث⁣(⁣٤): «التَّسْبِيح للرِّجال والتَّصْفيحُ للنِّساءِ».

  ويُرْوَى أَيضاً بالقاف. يقال: صَفَّحَ بيديه وصَفَّقَ. قال ابنُ الأَثير: هو من ضَرْبِ صَفْحَةِ الكَفِّ على صَفْحَةِ الكَفِّ الأُخْرَى، يعني إِذَا سَهَا الإِمامُ يُنبِّهُه المأْمومُ، إِن كان رَجلاً قال: سُبْحَانَ الله، وإِن كانت امرأَةً ضَربَتْ كَفَّهَا على كَفِّهَا الأُخْرَى، عِوَضَ الكلامِ.

  وروى بَيْت لبيد:

  كأَنّ مُصفِّحاتٍ في ذُراهُ

  جَعَلَ المُصفِّحَاتِ نِساءً يُصفِّقن بأَيْدِيهنّ في مَأْتَمٍ، شبَّهَ صَوتَ الرّعدِ بتصفِيقِهنّ. ومَنْ رواه: مصفَّحاتٍ، أَراد بها السُّيوفَ العَرِيضةَ، شَبَّهَ بَريقَ البَرْقِ ببَرِيقِها ...

  وقال ابن الأَعرابيّ في جَبْهتِه صَفَحٌ، محرّكَةً، أَي عُرْضٌ، بسكون الراءِ⁣(⁣٥)، فاحِشٌ،. وفي حديث ابنِ الحَنَفيّة، أَنه ذَكَرَ رجَلاً مُصْفَحَ الرَّأْسِ، أَي عَرِيضه.

  ومنه إِبراهيمُ الأَصفحُ مؤذِّنُ المَدينةِ، على ساكنها أَفضلُ الصّلِاة والسَّلام. قال شيخنا: الأَصفح مُؤَذِّن المدينة، يَرْوِي عن أَبي هُرَيْرَةَ، وعنه ابنُه إِبراهيمُ؛ قاله ابن حِبَّانَ.

  فالصّواب إِبراهيمُ بنُ الأَصْفَحِ.

  والصِّفَاحُ، ككِتَاب ويُكْرَه في الخَيْلِ: شَبِيهٌ بالمَسْحَة في عُرْضِ الخَدِّ يُفْرِط بها اتِّساعُه. والصِّفَاحُ: جِبَالٌ تُتاخِمُ، أَي تُقابِل نَعْمَانَ، بفتح النون: جَبَل بين مَكَّةَ والطَّائفِ.

  وفي الحديث ذِكْرُه، وهو موضعٌ بين حُنَيْنٍ وأَنْصَابِ الحَرَم يَسْرَةَ الدّاخلِ إِلى مكَّةَ.

  وأَصْفَحَه: قَلَبَه فهو مُصْفَحٌ، وقد تقدّم.

  والمُصَافِحُ: مَنْ يَزْنِي بكلِّ امرَأَةٍ حُرّةٍ أَو أَمَةٍ.

  * ومما يستدرك عليه:

  لَقِيَه صِفَاحاً، أَي استقبَلَه بصَفْحِ وَجْهِه، عن اللِّحْيَانيّ.

  وفي الحديث: «غير مُقْنِعٍ رَأْسَه ولا صافِحٍ بخَدِّه»، أَي غير مُبْرِزٍ صَفْحَةَ خَدِّه ولا مائلٍ في أَحدِ الشِّقَّيْن.

  وصَفيحَةُ الوَجْهِ: بَشَرَةُ جِلْدِه.

  والصَّفْحَانِ من الكَتِف: ما انْحَدَرَ عن العَيْن⁣(⁣٦) من جانِبَيْهِمَا، والجمْع صِفاحٌ، وصَفْحَةُ الرَّجُل: عُرْضُ صَدْرِه. والصفاح⁣(⁣٧).


- والأولى: وهي، لأن أسماء الجموع التي لا واحد لها من لفظها إِذا كانت لغير العاقل يلزم تأنيثها كما قاله الجماهير ا ه. محشي.

(١) الحوب: الجهد والشدّة.

(٢) اللسان: «ومطّها». وفي الصحاح فكالأصل.

(٣) الأصل واللسان، وفي الصحاح: الغيم.

(٤) في اللسان: وفي حديث الصلاة.

(٥) هذا ضبط القاموس والتهذيب، وضبطت في اللسان (دار المعارف): عِرَضِ ضبط قلم. ومثله في التكملة.

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله عن العين من جانبيهما كذا في النسخ كاللسان، ولعل الصواب: عن العنق، من جانبيهما وحرره»

(٧) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: والصفاح، كذا في النسخ وليس ذلك في عبارة اللسان، والصواب إِسقاطه».